في سياق التحضيرات المتسارعة التي يخوضها المغرب لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025، كشفت وزارة النقل واللوجستيك عن خطوة استراتيجية جديدة لدعم البنية التحتية للنقل الجوي، حيث أعلنت شركة الخطوط الملكية المغربية (RAM) عن اقتناء 10 طائرات جديدة خلال السنة الجارية، منها ثلاث وصلت بالفعل إلى البلاد خلال اليومين الماضيين، على أن تنضاف عشر طائرات أخرى إلى الأسطول في سنة 2026.
الخبر جاء على لسان وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، الذي أوضح خلال ندوة صحفية، أن هذه العملية تندرج ضمن خطة وطنية شاملة لتأهيل النقل الجوي وتوسيع طاقته الاستيعابية، في أفق استقبال مئات الآلاف من الزوار والمشجعين خلال الحدث الكروي الأبرز في القارة الإفريقية.
استثمار في المستقبل
الخطوة ليست معزولة، بل تندرج ضمن استراتيجية بعيدة المدى تسعى إلى رفع عدد طائرات أسطول الخطوط الملكية المغربية من حوالي 50 حاليًا إلى 250 طائرة في أفق 2033. هدف طموح يعكس الرهان الكبير الذي تضعه المملكة على تعزيز موقعها كمحور جوي إقليمي، خاصة مع استحقاقات دولية كبرى مرتقبة، وعلى رأسها تنظيم كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وأوضح قيوح أن استثمارات قطاع النقل المبرمجة برسم سنة 2025 تناهز 13 مليار درهم، منها 3.7 مليار مخصصة لتوسيع وتجديد أسطول الناقل الوطني، مع التركيز على الطائرات بعيدة المدى التي ستتيح افتتاح خطوط جوية جديدة تربط المغرب بمناطق استراتيجية في آسيا وأمريكا الشمالية.
مطارات قيد التحول
التطوير لا يقتصر على الطائرات فحسب، بل يشمل أيضًا تحديث البنية التحتية للمطارات المغربية. ومن بين المشاريع المهيكلة في هذا الإطار، مشروع توسعة مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، والذي سيمكن من رفع طاقته الاستيعابية إلى 20 مليون مسافر. كما تهدف خطة أوسع إلى بلوغ قدرة استيعابية وطنية تصل إلى 80 مليون مسافر سنويًا في أفق 2030.
أكثر من مجرد طائرات
الرسالة من هذه الخطوات واضحة، المغرب لا يراهن فقط على النجاح التنظيمي لكأس إفريقيا، بل يسعى لجعل هذه التظاهرة فرصة لتسريع إصلاحات بنيوية في قطاعات حيوية، وفي مقدمتها النقل الجوي، الذي يُعد بوابة رئيسية لانفتاح المملكة على العالم.
فبينما تزداد رهانات الربط الجوي، يبدو أن الخطوط الملكية المغربية بصدد التحول من ناقل وطني إلى فاعل إفريقي ودولي يحجز مكانه في الأجواء العالمية بثقة واستراتيجية واضحة المعالم.
