تمر الملاكمة الجزائرية إيمان خليف_http://مثلت الجزائر في الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في طوكيو _بظرف دقيق، بعدما فرض الاتحاد العالمي للملاكمة اختبارا جينيا إلزاميا على جميع الملاكمات قبل المشاركة في المسابقات الرسمية، بهدف التأكد من تطابق الجنس البيولوجي مع القوانين المعتمدة، هذا القرار وضع إيمان، التي لطالما رفعت علم الجزائر في المحافل الدولية، في موقف حساس وصعب.
هذا الاختبار، الذي يُبرر تحت شعار “ضمان عدالة المنافسة”، لا يقتصر على تحدي مهارات إيمان داخل الحلبة، بل يتعداه إلى اختبار إنسانيتها وكرامتها.
إيمان، التي تعاني اضطرابات هرمونية طبيعية وهي حالة لا تختلف كثيرا عن التي يعاني منها العديد من النساء والرجال حول العالم تجد نفسها مطالبة بخوض معركة إضافية خارج نطاق الرياضة، لا صلة لها بموهبتها أو شجاعتها.
تحدي إنساني يتجاوز الرياضة
إن ما تمر به إيمان يعكس تحديا إنساني يتجاوز الرياضة، حيث باتت تحتاج اليوم إلى دعم رسمي يحمي حقوقها، ومساندة نفسية ومعنوية تمكنها من مواجهة هذه المرحلة الصعبة بثقة وكرامة.
من هذا المنطلق، بات من الضروري أن تقف الجهات الرسمية والمؤسسات الرياضية إلى جانب إيمان، ليس فقط كمواطنة تمثل الجزائر على الساحة الدولية، بل كإنسانة تستحق الاحترام والتفهّم وحماية خصوصيتها.
تجدر الاشارة الى ان الرياضة ليست مجرد منافسة جسدية، بل هي أيضًا مساحة للإنسانية والعدالة، وإيمان خليف تستحق أن تُعامل على هذا الأساس.
إن فرض مثل هذه الاختبارات الجينية صار موضوع نقاش عالمي، لاسيما في ظل تعقيد الحالات البيولوجية والفسيولوجية التي لا تنحصر فقط في تصنيفات ثنائية واضحة،وفي هذه اللحظة الحرجة، يجب أن تكون رسالة المجتمع واضحة:
أن الإنسان هو محور الاهتمام، وأن الرياضة لا يجب أن تكون أداة لفرض معايير تمييزية.
من الواجب على جميع الجهات المختصة، والأندية الرياضية، وكل من يؤمن بقيمة الإنسان فوق كل اعتبار، إلى تقديم الدعم الكامل لإيمان خليف، لتخطي هذه المحنة والعودة إلى الحلبة، حاملة علم الجزائر بفخر، مواصلةً مسيرتها التي ألهمت الكثيرين.