
نزاع قانوني يحيط بعودة العندليب إلى “موازين”
وسط ترقب جماهيري واسع لحفل “الهولوجرام” الذي يعتزم مهرجان موازين تنظيمه في دورته العشرين، عاد اسم عبد الحليم حافظ، أحد أبرز أيقونات الغناء العربي، ليشعل جدلًا قانونيًا وأخلاقيًا بين الجهة المنظمة للحفل وأسرة الفنان الراحل.
ففيما تستعد الشركة المُنفذة لتقديم عرض بصري استثنائي يعيد “العندليب الأسمر” إلى الحياة عبر تقنية الإسقاط الثلاثي الأبعاد، جاء رد أسرة عبد الحليم حافظ غاضبًا ومشككًا في شرعية العرض، مما فجّر سجالًا مفتوحًا حول حقوق الملكية الفكرية والذاكرة الفنية.
رد الشركة المنفذة: كل شيء تم وفق القانون
في بيان رسمي، خرجت الشركة المُشرفة على إنتاج عرض “الهولوجرام عبد الحليم” لتوضح موقفها، مشددة على احترامها الكامل للحقوق الأدبية والفنية المرتبطة بالفنان الراحل، وأكدت أن تنظيم الحفل تم وفق تعاقد قانوني مع المنتج المصري المعروف محسن جابر، الذي يمتلك، حسب البيان، حقوق استغلال عدد كبير من أغاني عبد الحليم حافظ.
وأضافت الشركة أنها التزمت بجميع المساطر القانونية قبل الإعلان عن الحفل، نافية بشكل قاطع أي خرق لحقوق الملكية أو تجاوز لحدود الاستخدام المشروع، كما عبرت عن اندهاشها من بيان أسرة الفنان، مذكّرة بأن هذا العرض ليس الأول من نوعه، إذ سبق لها تنظيم نحو 25 حفلًا مماثلًا باستخدام تقنية الهولوجرام، من بينها أربعة أقيمت في مصر، بعضها بحضور أفراد من العائلة نفسها.
بيان الأسرة: مفاجأة وغضب وتحذير قانوني
في المقابل، عبّرت عائلة عبد الحليم حافظ، في بيان نُشر على نطاق واسع، عن استيائها من إعلان مهرجان موازين عن الحفل المنتظر، وأشارت العائلة إلى أن صورة ظلية مميزة وتلميحات واضحة على منصات المهرجان توحي بأن العرض يتعلق بالعندليب، دون أن يكون لها أي علم مسبق أو مشاركة في تنظيمه.
وأكد البيان أن العائلة لم تُوقّع أي اتفاق مع إدارة المهرجان أو مع أي جهة أخرى، وأن جميع الحقوق المتعلقة باستخدام اسم وصورة الفنان محفوظة حصرًا لشركة واحدة تم التعاقد معها رسميًا، كما شددت على أن أي استخدام دون موافقتها يُعد خرقًا قانونيًا صريحًا يُعرّض المسؤولين عنه للمساءلة.
اقرأ أيضا…
خلفيات قانونية وفنية معقدة
يطرح هذا النزاع تساؤلات عميقة حول تنظيم العروض الفنية بتقنيات حديثة مثل “الهولوجرام”، التي تحيي إرث فنانين راحلين بطريقة بصرية مذهلة، لكنها تثير جدلًا أخلاقيًا حول “الملكية” الرمزية والإبداعية للفنان. فمن يملك حق إعادة إحياء عبد الحليم حافظ؟ هل هو من يمتلك حقوق استغلال أغانيه؟ أم من يملك الحق في صورته وصوته وذكراه في المخيلة الجماعية؟
ويُعرف محسن جابر، رئيس شركة “عالم الفن” ومالك شبكة قنوات “مزيكا”، بأنه صاحب حقوق واسعة لاستغلال أعمال عبد الحليم الفنية، غير أن ذلك لا يعفي، من وجهة نظر الأسرة، ضرورة التنسيق المسبق حول استخدام “شخصية” الفنان، خاصة في عروض تعتمد على تجسيد صوري دقيق.
هل الهولوجرام فن مستقبلي أم عبث بالذاكرة؟
تُعيد هذه الحادثة فتح نقاش أوسع حول أخلاقيات استخدام التكنولوجيا في إعادة إنتاج رموز فنية راحلة، صحيح أن التقنية تُقرّب الأجيال الجديدة من التراث الغنائي، لكنها، في نظر كثيرين، قد تمسّ قدسية الرموز إذا لم تُراعَ الضوابط القانونية والإنسانية.
وفي ظل الغموض الذي يلف مآلات هذا الجدل، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيُقام حفل “هولوجرام عبد الحليم” كما هو مخطط له؟ أم أن اعتراض الأسرة قد يدفع نحو مراجعة قانونية قد تُعيد رسم حدود ما يُمكن وما لا يُمكن فعله باسم الفن والتكنولوجيا؟