الرئسيةحول العالمميديا وإعلام

صواريخ اليمن مثال ممتاز..إسرائيل تفقد المستقبل

عن «يديعوت» وترجمة “الأيام الفلسطنية

إطلاق الصواريخ غير المتوقف من اليمن مثال ممتاز لبيان وضع إسرائيل حين لا تكون لديها أي خطة سياسية لإنهاء الحرب في غزة ولتسويات في الشرق الأوسط.

الصواريخ القادمة من اليمين مثال يوضّح وضعنا المخادع

الصواريخ القادمة من اليمين مثال يوضّح وضعنا المخادع.

ظاهراً هي لا تهدد حياتنا بشكل مقلق جدا، ويمكن التعايش معها: بين الحين والآخر تسمع صافرة، وهذه أيضا بعد إخطار مبكر نسبيا، واحتمالات الإصابة المباشرة ليست عالية.

صحيح أن الصواريخ قد تقع قرب المطار وتتسبب بإلغاء رحلات جوية وتشويش إجازات الصيف، بل قد يفلت صاروخ ما من طبقات الدفاع ويصيب، لكننا نعتاد على ذلك كنمط حياة جديد. وكلما اعتدنا على الصواريخ سيشجع هذا النار من أماكن أخرى أيضا. هكذا حصل حين أطلقت، مساء الثلاثاء، صواريخ نحو إسرائيل من سورية أيضا.

من المفهوم من تلقاء ذاته أيضا أنه لا يمكن اتهام إسرائيل بكل شيء، ولا يمكن أيضا ضمان أمن مطلق.

لكن الصواريخ التي أُطلقت من اليمن، والجسارة التي توقظها لدى جهات «مارقة» أخرى في الشمال ليست ظاهرة طبيعية لا يمكن منعها. فهي نتيجة أخرى لحقيقة أننا لا نسعى إلى إنهاء الحرب في غزة مع خطة سياسية واضحة لليوم التالي.

المرحلة الحالية من الحرب في غزة أيضا وضعا مخادعا

عملياً، تشكل المرحلة الحالية من الحرب في غزة أيضا وضعا مخادعا: من جهة تتواصل الحرب في الميدان، ويدفع الجنود ثمنا دمويا رهيبا كل أسبوع، بينما من الجهة الأخرى عاد معظم الإسرائيليين إلى الحياة المعتادة.

المشكلة ليست فقط أننا نطبع وضعا يقتل فيه جنود، فيما بالتوازي يتواصل القتل الرهيب في غزة، ما يعظم النفور من إسرائيل في العالم. المشكلة هي أنه كلما تواصل الوضع، فانه سيسحق أيضا الإنجازات العسكرية التي حققتها إسرائيل منذ الآن.

كلما أصررنا فقط على وقف نار مقابل صفقة جزئية بدلاً من إنهاء الحرب في صفقة واحدة تتضمن أيضا تنازل «حماس» عن الحكم في غزة،

هكذا سنتخذ صورة من هم غير قادرين على الحسم، ما سيشجع مزيداً من النار من اليمين، ومن الشمال، ويشجع العمليات.

في واقع الحال، وانطلاقاً من الرغبة في مواصلة الحرب في غزة لأجل ألا نعود إلى 6 أكتوبر، فإننا سنعود بالضبط إلى هناك.

اقرأ أيضا…

 

“إعلام عبري”..لن ننتصر في هذه الحرب حتى لو احتللنا الشرق الأوسط

 

إلى الفترة التي كانوا بين الحين والآخر يطلقون النار ونحن بين الحين والآخر نرد.

وفي هذه الأثناء لا يمكن للدولة أن تتفرغ لمعالجة المشاكل المتراكمة: الجريمة في المجتمع العربي، الخاوة ضد الأعمال التجارية في الشمال، وأزمة جهاز التعليم وغيرها.

لقد كانت الحرب فرصة لتغيير وجه الشرق الأوسط حقاً، لا مجرد تصريحات متبجحة.

كان يمكن تجنيد الطاقة الهائلة التي كانت في إسرائيل في أشهر الحرب الأولى لرأب الصدوع والإصلاح الداخلي.

تحقيق السلام مع السعودية هدفا

كان يمكن تجنيد النجاح العملياتي تجاه «حزب الله» وسورية للدفع قدما باتفاقات مع الأنظمة الجديدة في سورية وفي لبنان. وبالطبع كان يمكن الإعلان عن النصر في غزة، وتشجيع حكم جديد هناك، وبالمقابل تحقيق سلام مع السعودية.

لكن كلما كانت جهود الحكومة تتركز على هدف مختلف، مثل نفي بضع مئات من رجال «حماس» من المستوى الثالث لأجل خلق صورة نصر هل سيضمن هذا لنا الأمن؟ نفقد ليس فقط المخطوفين والوحدة الاجتماعية بل نفقد أيضاً خيار المستقبل الأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى