
حققت التلميذة كوثر أبعلال، المنحدرة من الجماعة القروية رباط الخير بإقليم صفرو، إنجازا متميزا بحصولها على أعلى معدل في امتحانات البكالوريا على صعيد جهة فاس-مكناس بلغ 19.23 في شعبة العلوم الفيزيائية، خيار فرنسية.
ويشكل هذا الإنجاز الاستثنائي لكوثر، التي تتابع دراستها بالثانوية التأهيلية مولاي إدريس الأكبر، تجسيدا لنموذج النجاح المبني على الصرامة والاجتهاد والدعم الأسري، رغم الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتواضعة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عزت كوثر أبعلال هذا الإنجاز المتميز إلى استعدادها الذي انطلق منذ بداية السنة الدراسية ، مضيفة “لقد بدأت التحضير للبكالوريا منذ انطلاق الموسم الدراسي”.
وأكدت هذه التلميذة النجيبة على أهمية التخطيط الصارم والدقيق من أجل التعامل بالشكل الأمثل مع البرنامج المكثف.
وتعتمد كوثر، في طريقة اشتغالها على نظام صارم، مفضلة الساعات الصباحية من أجل التركيز بشكل أكبر على المواد العلمية. واعتبرت أن التعلمات والمهارات التي اكتسبتها خلال مرحلة الإعدادي والثانوي كانت حاسمة، إضافة إلى الدور الهام الذي اضطلع به الأساتذة في توفير تأطير يتسم بالجودة.
كما شكل الوسط الأسري عاملا أساسيا في نجاح كوثر، بالرغم من التحديات، حيث أفادت بهذا الخصوص بأنه “كان لأسرتي دور هام ومحوري، لاسيما والدتي”.
وأكدت في هذا السياق على الدعم المعنوي والنفسي لوالديها “الذي لا يقدر بثمن”، والذي شكل “حافزا قويا” رغم هشاشة الوضع المالي للأسرة ومرض والدها. ويبرهن هذا النجاح على قدرة التلميذة على تحويل الصعوبات إلى حافز للتميز والعطاء.
وفيما يخص طموحاتها المستقبلية، لم تحسم كوثر أبعلال بعد في اختيارها النهائي، لكنها عب رت عن رغبتها القوية في متابعة دراستها في تخصص الطب العسكري، انطلاقا من رؤيتها للطب كـ”رسالة نبيلة” تتيح مساعدة الآخرين.
وأضافت أن هدفها الأكبر هو رعاية والدها والمساهمة في شفائه، معتبرة إياه مصدر إلهامها الأول.
من جهتها، أفادت والدة التلميذة أن ابنتها تابعت دراستها في ظروف مادية محدودة وفي غياب وسائل رقمية مثل الحاسوب أو شبكة الأنترنت في منزل الأسرة. كما أكدت على تفاني ابنتها، معربة عن امتنانها العميق للأطر التربوية والسلطات المحلية على دعمهم المستمر.
وفي رسالة وجهتها للمقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا، أكدت كوثر أبعلال على أهمية التخطيط المبكر والمستمر. وقالت بهذا الخصوص “نصيحتي للمترشحين المقبلين هي البدء في التحضير منذ بداية السنة”، مضيفة “البرنامج الدراسي مكثف، وشهر واحد من المراجعة لا يكفي، وبالتالي يتعين أن تكون الاستعدادات جادة وتدريجية”.
نجاح كوثر أبعلال ي عد إذن مصدر فخر لعائلتها ولمؤسستها، الثانوية التأهيلية مولاي إدريس الأكبر، ولجماعة رباط الخير برمتها. وي ظهر مسار كوثر أن الإرادة والتميز الدراسي قادران على تجاوز الحواجز الاجتماعية والمادية، لتصبح بذلك مصدر إلهام حقيقي لشباب الجهة وللمغرب بأسره.