بمشاركة 57 عازفا وتكريم رموز المجموعات الغيوانية، أسدل الستار مساء السبت 14 بونيو الجاري على الدورة الثانية من مهرجان “أرواح غيوانية”، في حفل موسيقي احتضنته ساحة ماريشال بقلب الدار البيضاء، والذي شكل لحظة فنية استثنائية جمعت بين عراقة الأغنية الملتزمة وروح الأداء الأوركسترالي.
16/06/2025
0
بقلم: بثينة المكودي
هذا وقد شهدت السهرة الختامية، التي قادها المايسترو مولاي رشيد الركراكي، حضور وجوه بارزة من رواد الغيوان، وكرمت رمزين من رموزها: عبد الكريم القسبجي من مجموعة جيل جيلالة، ومحمد حمادي من مجموعة لمشاهب، في لحظة امتنان ووفاء لذاكرة فنية أثرت الوجدان المغربي لعقود.
أما من الناحية التقنية، فقد خاضت الفرقة الموسيقية، المكونة من 57 عازفا، تجربة فريدة في المشهد الفني المغربي، بإعادة توزيع الروائع الغيوانية في قالب أوركسترالي تطلب جهدا تقنيا ولوجستيكيا ضخما، وتدريبا مكثفا، بهدف التوفيق بين الإيقاع الغيواني والكثافة الموسيقية للأداء الجماعي.
توزع الحفل على ثلاث محطات فنية
وفي هذا السياق، توزع الحفل على ثلاث محطات فنية، انطلقت مع مجموعة لمشاهب، حيث أدت الفرقة المرافقة أغاني “خليلي”، “حمودة”، و”داويني”، تبعها تكريم الفنان محمد حمادي. بعد ذلك، انتقلت الأجواء إلى جيل جيلالة بأغانٍ خالدة مثل “يا ذوك اللايمين”، و”العيون عينيا”، و”الكلام المرصع”، ليتم بعدها تكريم القسبجي.
وتجدر الإشارة إلى أن لحظة ناس الغيوان كانت بنكهة خاصة، مع مشاركة شرفية للفنان عمر السيد، فيما أبدع رشيد باطما في أداء مقاطع فردية من ريبرتوار المجموعة، بمشاركة الكورال الذي ردد معه الجماهير روائع “الصينية”، “أهل الحال”، و”ما هموني”، وصولا إلى ذروة الأمسية حين اعتلى المكرمون المنصة لأداء جماعي لأغنية “نداء الحسن”، التي ردّدتها الجموع بشغف كبير.
حفل غنيا بالإيقاعات
وقد عرفت الليلة السابقة حفلا غنيا بالإيقاعات، حيث شهدت الساحة أمسية فنية شارك فيها محمد الدرهم، نبيل الخالدي، والمعلم باقبو، إلى جانب مجموعة تكدة التي أشعلت الأجواء بأهازيجها التراثية.
جدير بالذكر أن الدورة الثانية من المهرجان، التي يديرها فنيا الإعلامي زهير علوان، جابت ثلاث محطات، من سطات إلى بنسليمان فالدار البيضاء، وعرفت مشاركة أسماء لامعة من بينها ناس الغيوان، لمشاهب، مسناوة، السهام، بنات الغيوان، إضافة إلى فرق شابة واعدة مثل “اللمة”، “العاشقين”، “جنان الغيوان”، “حفاد الغيوان”، “أولاد السوسدي”، “أفريكا سلم”، “جورا”، “صابا قدوس” و”جمال الغيواني”.
وفي الختام، يمكن القول إن مهرجان “أرواح غيوانية” اختتم فصلا جديدا من الحكاية الغيوانية، بين تكريم الكبار وإفساح المجال أمام الجيل الجديد، في محاولة لإبقاء الروح مشتعلة، ولأن تظل الأغنية الملتزمة جزءا حيا من المشهد الثقافي. المغربي