
الجزائر: محكمة الاستئناف تطلب السجن عشر سنوات للكاتب بوعلام صنصال
طلبت نيابة محكمة الاستئناف بالجزائر الثلاثاء تسليط عقوبة السجن لمدة عشر سنوات ومليون دينار غرامة في حق الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف بالجزائر منذ نوفمبر والبالغ 80 عاما. وكانت المحكمة الابتدائية قد أصدرت حكما بسجنه خمس سنوات بعد إدانته بتهمة “المساس بسلامة وحدة الوطن”. وستصدر المحكمة قرارها في الأول من يوليوز.
قال وكيل نيابة الجمهورية أمام محكمة الاستئناف الثلاثاء خلال محاكمة الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال “نطلب عشر سنوات سجنا ومليون دينار غرامة”. وكانت المحكمة الابتدائية قد أصدرت في حقه حكما بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهمة “المساس بسلامة وحدة الوطن”.
النيابة تستأنف
واستأنف بوعلام صنصال المسجون منذ منتصف نوفمبر، هذا الحكم الابتدائي الصادر في 27 مارس الذي استأنفته النيابة بدورها.
وأدانت المحكمة الكاتب بتهمة المساس بوحدة الوطن بسبب تصريحاته في أكتوبر لوسيلة إعلام فرنسية يمينية “فرونتيير”، تبنى فيها طرحا مغربيا يقول بأن قسما من أراضي المملكة اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضم للجزائر.
وقال صنصال للقاضية حول هذه التصريحات، بأنها “كتابة أدبية والدستور الجزائري يضمن حرية التعبير والفكر. هذا غير معقول”.
وأضاف”الدستور ينص على حرية التعبير ثم نقوم بمحاكمة من أجل كتابة أدبية. إلى أين نتجه هكذا؟”.
المسألة تشكل محور نزاع دبلوماسي بين الجزائر وفرنسا
وتشكل هذه المسألة محور نزاع دبلوماسي بين الجزائر وفرنسا. وتعتقد الجزائر أن العدالة أخذت مجراها، بينما تدعو باريس إلى “لفتة إنسانية” تجاه الرجل الذي يعاني من السرطان.
في 6 ماي، اعتمدت الجمعية الوطنية الفرنسية قرارا يدعو إلى “الإفراج فورا” عن الكاتب وربط أي “تعاون معزز” بين الجزائر وفرنسا، وأوروبا عموما، بالامتثال “للالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان”.
هل يحصل الكاتب على عفو رئاسي في 5 يوليوز؟
قال صنصال خلال الجلسة عند سؤاله عن تصريحه بشأن الحدود، “أنا لا أمارس السياسة. أنا أيضا أعبر عن رأيي حول التاريخ”، مضيفا “فرنسا هي التي أنشأت الحدود (للجزائر التي استعمرت منذ عام 1830)، ولكن لحسن الحظ بعد الاستقلال (في عام 1962)، أعلن الاتحاد الأفريقي أن تلك الحدود التي ورثناها من الاستعمار هي غير قابلة للتغيير”.
وأكدت ابنتا الكاتب الجزائري الفرنسي عن شعورهما بـ”عجز تام” في المساعي التي تبذل للإفراج عن والدهما.
وعبرت نوال (53 عاما) وصبيحة (50 عاما) في منتصف ماي من تشيكيا حيث تقيمان، عن أسفهما “لسجن أشخاص لأنهم عبروا عن آرائهم بحرّية ووالدي هو للأسف من هؤلاء”.
ويأمل أقارب مؤلف “2084: نهاية العالم” في أن يحصل على عفو رئاسي بمناسبة عيد استقلال الجزائر في 5 يوليوز.
وتمنى الأكاديمي الفرنسي دانيال روندون الثلاثاء أثناء تقديمه جائزة “سينو ديل دوكا” الممنوحة لصنصال والتي تسلمّها ناشره أنتوان غاليمار، أن تعتبر هذه الجائزة الرفيعة “كمصدر تشجيع له ليعود بشجاعة وبأسرع وقت ممكن إلى طريق الحرية المستعادة”.
وانضم الكاتب الجزائري ياسمينة خضرة، واسمه الحقيقي محمد مولسهول، إلى المثقفين والكتاب حول العالم للمطالبة بالإفراج عن صنصال.
وناشد خضرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال لقائه معه في نهاية ماي بـ”ضرورة إطلاق سراح” بوعلام صنصال و”السماح له باستعادة حريته في أسرع وقت ممكن”.