في زمن تتكالب فيه أشكال الإبادة على جسد فلسطين، من قنابل لا ترحم إلى تجويع ممنهج، يقف قطاع الجامعيون الديمقراطيون في المغرب ويطلقون صرخة ضمير، رفضا أن تتحول الجامعة المغربية إلى بوابة جديدة لتبييض الاحتلال باسم العلم والمعرفة.
ففي بيان صدر بتاريخ 25 يونيو الجاري، أدانت اللجنة الوطنية للقطاع التابع للاشتراكي الموحد، بشدة مشاركة مؤسسات صهيونية في المنتدى الخامس للجمعية الدولية لعلم الاجتماع، المزمع تنظيمه في رحاب جامعة محمد الخامس بالرباط بين 6 و11 يوليوز المقبل.
لن نقبل تحول الجامعة إلى واجهة أخرى للتطبيع
وللاشارة فالمنتدى من المفترض أن يكون فضاء لتلاقح الأفكار والنقاش العلمي، لكنه في نظر هؤلاء الجامعيين تحوّل إلى واجهة أخرى للتطبيع الأكاديمي، في وقت تُرتكب فيه أفظع الجرائم في غزة والضفة الغربية، من قتل للأبرياء إلى قصف للجامعات والمستشفيات.
البيان لم يكن مجرد موقف مبدئي بارد أو اعتراض شكلي. بل كان نصا تقطر كلماته غضبًا ووفاءً لفلسطين، وإصرارًا على أن تظل الجامعة المغربية منبرًا للكرامة والعدالة، لا ساحة لتزييف الوعي وتمرير الروايات المزيفة.
تحية تقدير لأساتذة السوسيولوجيا المغاربة الذين قاطعوا المنتدى
البيان ذاته وجه تحية تقدير لأساتذة السوسيولوجيا المغاربة الذين قاطعوا المنتدى، ولأصوات عربية ودولية رفضت الجلوس إلى طاولة واحدة مع ممثلي مؤسسات شاركت علما أو صمتا في آلة الحرب على الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، شدد جامعيو الاشتراكي الموحد، التأكيد عن رفضهم أي شكل من أشكال التطبيع، باعتباره خيانة لمواقف الشعب المغربي التاريخية، وطعنة في جسد التضامن الأممي.
في السياق نفسه، جدد البيان الإعلان عن تضامنه المطلق مع فلسطين، مع شعب يُذبح أمام أنظار العالم، لكنه لا يزال يرفع راية الكرامة. داعيا البيان إلى دولة مستقلة على كامل الأرض الفلسطينية، وحق عودة لا تنازل عنه، ووطن لا يبنيه الصمت ولا تُغسله المؤتمرات.
على سبيل الختم
تجدر الاشارة انه في زمن تتيه فيه البوصلة الأخلاقية، تذكّرنا هذه الوقفة أن الجامعة ليست فقط فصولًا ومدرجات، بل هي أيضًا نبض ضمير، ومسؤولية تاريخية، وأنه حين ترفع رايات الاحتلال في ساحاتها، فإن الصمت ليس حياد، بل سقوط.
فهل يستجيب من بيده القرار؟ أم أن “العلم” وب”حجية” البحث الأكاديمي “المحايد” أيضا ستجري المحاولات لإجباره على الركوع؟
