الرئسيةثقافة وفنونفن العيش

نساء مبدعات يحيين التراث بلمسة تدوير

بقلم: بثينة المكودي

في زمن تحكمه الموضة السريعة، برزت في المغرب مبادرات جديدة تعيد النظر في علاقتنا باللباس والبيئة، مصممات شابات اخترن طريقًا مختلفًا، يربط بين الهوية المحلية ومفهوم الاستدامة، من خلال إعادة تدوير الأقمشة التقليدية وتحويلها إلى قطع عصرية.

زوبيدة: موضة من ذاكرة البيوت

انطلقت المصممة صوفيا كسيّمي، المؤسسة لعلامة Zoubida، امن فكرة بسيطة، وهي ” الأقمشة لا تموت”، فبعد تجربة مع دور أزياء عالمية مثل Chanel وLouis Vuitton، قررت أن تعيد الحياة لأقمشة مغربية مهملة، خصوصًا “التلمت” التقليدية، لتصنع منها حقائب وسترات محدودة الإصدار، وترافقها ببطاقة تكشف أصل القماش وتاريخه.

الفكرة بسيطة، لكنها تحمل رسالة عميقة،  حيث بإمكان الموضة أن تكون جميلة ومسؤولة في الوقت نفسه.

فتيحة سكالي: القفطان بروح جديدة

من الدار البيضاء، تعمل فتيحة سكالي على إعادة تعريف القفطان المغربي، حيث تستعمل بقايا الحرير والتطريز في تصاميم معاصرة، وتخرج القفطان من خانة المناسبات الرسمية إلى الحياة اليومية بشكل أكثر عملية، فبالنسبة لها، التراث ليس قطعة جامدة، بل مادة حية يمكن أن تندمج مع زمنها.

ورشات صغيرة.. حياة جديدة للحرف

بعيدًا عن الأسماء الكبيرة،في فاس ومراكش، تشهد ورشات صغيرة انتعاشا ملحوظا بفضل الإقبال المتزايد على المنتجات المعاد تدويرها، مثل الحقائب الجلدية، والأغطية، والزرابي التي تتحول إلى قطع ديكور عصرية. هذه التصاميم البسيطة تمنح روحًا جديدة للصناعات التقليدية، ما يساهم في الحفاظ على الحرف اليدوية وخلق فرص عمل في مناطق طالها التهميش لسنوات.

الموضة التي تحترم الأرض

جدير بالذكر أن ما تقوم به علامات مثل زوبيدة ومصممات مثل سكالي ليس ترفًا، بل توجه عالمي يفرض نفسه. إنه خيار بين موضة تستهلك الكوكب، وموضة تصالح الإنسان مع بيئته، دون أن يتخلى عن الأناقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى