الرئسيةمنوعات

ديناصورات التورياسور تخرج من رمال بولمان

أعلن فريق بحثي مغربي-دولي عن اكتشاف ثلاث أسنان متحجرة تعود إلى ديناصورات عملاقة من فصيلة “التورياسور” قرب مدينة بولمان، يعود تاريخها إلى نحو 168 مليون سنة.

هذا الاكتشاف لا يمثل مجرد عينة أحفورية جديدة، بل يعد أقدم دليل مادي على وجود هذه الكائنات الضخمة في القارة الإفريقية حتى الآن، الأمر الذي يفتح الباب لإعادة رسم خريطة انتشار الديناصورات خلال العصر الجوراسي الأوسط.

اكتشاف يعيد التوازن للسجل الأحفوري الإفريقي

عانى سجل الديناصورات في إفريقيا منذ عقود، من فجوات زمنية ومعرفية كبيرة، خصوصاً في فترة العصر الجوراسي، مقارنة بما هو متوفر في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكن العثور على هذه الأسنان الثلاث قرب بولمان يشكل إضافة نوعية تسمح بسد جزء من هذه الفجوة، ويؤكد أن القارة السمراء لم تكن معزولة عن الديناميات التطورية الكبرى التي عرفتها الكائنات العملاقة على سطح الأرض.

تعاون علمي عابر للقارات

جاء الاكتشاف نتيجة عمل مشترك جمع بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والمتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي بلندن، و متحف ميامي للعلوم بالولايات المتحدة، يؤكد هذا التعاون العلمي أن المغرب يرسخ مكانته كوجهة أساسية في مجال علم الحفريات، بفضل تنوع طبقاته الجيولوجية وثراء محيطاته القديمة بالبقايا الأحفورية.

خصائص تميز التورياسور

الأسنان المكتشفة، التي يتراوح طولها بين 53 و71 ميليمتراً، تحمل سمات مميزة؛ أبرزها التاج العريض على شكل قلب، وهي سمة مقترنة حصرياً بديناصورات التورياسور. هذه الكائنات، التي عاشت في أوروبا وشمال أمريكا، عُرفت بكونها ديناصورات عاشبة ضخمة ذات أعناق طويلة، لكنها تختلف عن الصوروبودات الأكثر شهرة مثل البراكيوصور والدبلودوكس، ويطرح هذا الاكتشاف احتمالين علميين مثيرين: فإما أن هذه البقايا تعود إلى نوع جديد لم يتم توصيفه من قبل، أو أنها تمثل فرعاً مبكراً ضمن سلالة التورياسور في إفريقيا.

أهمية الاكتشاف في السياق العلمي العالمي

لا تقتصر قيمة هذا الإنجاز على مجرد إضافة أحفورية، بل تمتد إلى إسهامه في فهم العلاقات التطورية والهجرات القديمة لهذه الكائنات العملاقة بين القارات، إذ يشير الباحثون إلى أن وجود التورياسور في شمال إفريقيا قد يكون مرتبطاً بجسور برية أو مناخية سمحت بانتشارها من أوروبا إلى إفريقيا خلال الجوراسي، مما يضيف بعداً جديداً لفهمنا لحركة القارات وتوزيع الكائنات الحية قبل مئات ملايين السنين.

المغرب.. مختبر مفتوح للتاريخ الطبيعي

يعزز الاكتشاف الجديد موقع المغرب كأحد أهم الحقول الطبيعية لدراسة الديناصورات في العالم، فمن جبال الأطلس إلى الهضاب الشرقية، أهدت طبقات الصخور المغربية العلماء اكتشافات مذهلة خلال السنوات الأخيرة، منها بقايا الديناصورات الطائرة والزواحف البحرية، وصولاً الآن إلى أقدم دليل على التورياسور في إفريقيا، وهو ما يجعل المملكة مختبراً مفتوحاً لإعادة بناء تاريخ الحياة القديمة، ووجهة علمية يقصدها الباحثون من مختلف أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى