الرئسيةحول العالم

“الإرتباط بإسرائيل أصبح وصمة عار”..كيف يتأثر الاقتصاد الإسرائيلي بـ”المقاطعة الصامتة” عالمياً؟

تزيد حرب الإبادة الجماعية الدائرة في قطاع غزة٬ وتدهور الوضع الإنساني بسبب تجويع إسرائيل لـ2.2 مليون فلسطيني في القطاع، والتحضيرات لعملية عسكرية لاحتلال مدينة غزة، تزيد من نبذ العالم وحصاره لإسرائيل على جميع المستويات والطبقات٬ دبلوماسياً واقتصادياً وأكاديمياً وسياحياً ورياضياً٬ بل وحتى ترفيهياً.

جاء ذلك في مقال نشرته “عربي بوست” حيث أشار فيه، أنه وفي  نهاية الأسبوع الماضي، مُنع 150 قاصراً إسرائيلياً من دخول مدينة ملاهي في فرنسا، رغم أن زيارتهم كانت مُرتّبة مسبقًا.

وأوضح مقال “عربي بوست” أن  الأمر بإغلاق المدينة الترفيهية بسبب تفتيش أمني للمرافق، لكن السبب الحقيقي سرعان ما اتضح في “مبادئ شخصية” لمدير مدينة الملاهي الذي لم يكن مستعداً لقبول الإسرائيليين٬ وهذا مؤشر على عمق العزلة غير المعلنة التي أصبحت تلحق أضراراً بالغة بإسرائيل وصورتها عالمياً واقتصادها٬ بسبب جرائمها في غزة.

عدد حالات نبذ الإسرائيليين وعدم التواصل مع معهم آخذ في الازدياد

وأضاف المصدر ذاته، نقلا عن  صحيفة calcalist الاقتصادية الإسرائيلية٬” أن هذه الحوادث لا تتوقف وهي تنتشر على جميع المستويات٬ فعدد حالات نبذ الإسرائيليين وعدم التواصل  معهم آخذ في الازدياد.

وتضيف الصحيفة ذاتها، أن “المشهد الإقتصادي القبيح المتمثل في تجنب الإسرائيليين ونبذهم هو في الواقع حصار صامت، لا يُعلن عنه من على المنابر، ولا يُنشر عنه، ويشمل شركات ومدراء ومسؤولين حكوميين، ويتجاوز كل شيء٬ حتى أصبح ضرره أعظم من الحصار المعلن، الذي ربما يُمكن مواجهته”٬ كما تقول الصحيفة الإسرائيلية.

وتابعت الصحيفة في المقال ذاته، أن  اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية يقر بتشديد تركيا للتبادل التجاري٬ والتي بدأت بفرض قيود إضافية على التجارة البحرية مع إسرائيل، وأنه تضيف “عربي بوست”  وخلال الأسبوع الماضي، أرسل الاتحاد الإسرائيلي تحديثاً إلى المستوردين، مُشيراً إلى تلقيه تقارير أولية تُفيد ببدء تركيا فرض قيود جديدة على النشاط البحري المرتبط بإسرائيل، ووفقاً للاتحاد، لا يُسمح للسفن القادمة من إسرائيل بالرسو في الموانئ التركية، ولا يُسمح للسفن التي تحمل العلم التركي بالرسو في الموانئ الإسرائيلية، ولا يُسمح للبضائع القادمة من إسرائيل، بما في ذلك الحاويات في النقل غير المباشر (الترانزيت)، بالمرور عبر الموانئ التركية.

ووفقًا لاتحاد غرف التجارة “يعني هذا أن الشحنات المتجهة إلى الأردن أو السلطة الفلسطينية عبر ميناء أشدود مُنعت أيضًا من تركيا”.

صرح أحد كبار مستوردي المنتجات الكهربائية الإسرائيليين لصحيفة كالكاليست قائلاً: “كنا نعقد اجتماعات سنوية مع ممثل شركة فيستل التركية. هذه المرة، من باب الأدب، حاولنا ترتيب لقاء مع ممثل الشركة في معرض بألمانيا، لكنه تهرب ورفض تحديد موعد لقاء عمل. عندما بدأت الحرب٬ كانت “فيستل” لا تزال تريد استمرار العمل مع إسرائيل، اليوم، لم يعودوا يرغبون في إقامة علاقة، بل يُبعدوننا عنها. لا عبر الأردن، ولا عبر السلطة الفلسطينية. كما أن حلول استبدال الملصقات على الحاويات لم تعد ممكنة من وجهة نظر الموردين الأتراك. وشركة “فيستل” ليست وحدها٬ إذ لا يوجد مصنع تركي يرغب في الإنتاج والتصدير لصالح إسرائيل”.

“الإرتباط بإسرائيل أصبح وصمة عار”

تشير “عربي بوست”، لا تقتصر المقاطعة الصامتة على قطاعي الصناعة والاستيراد، بل تمتد إلى مجالات أخرى، حتى في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، ويقول مسؤول إسرائيلي كبير في هذا المجال: “لقد راسلتنا جهة مهمة، تُقدّر أن حكومتها ستفرض مقاطعة على إسرائيل قريباً، وتريد الاستعداد لذلك، وفي ضوء ذلك، فستجد مبرراً قانونياً للمقاطعة. وهذه ليست ظاهرة غير مألوفة في هذا القطاع. إنها اتفاقية بالغة الأهمية بالنسبة لنا، وليست الوحيدة التي تم إلغاؤها أو تهديدها”.

وأضاف المصدر نفسه، أنه و بحسب المسؤول الكبير، “تشعر الشركات التقنية في الولايات المتحدة وأوروبا بالمقاطعة٬ العديد من الشركات متعددة الجنسيات تُقلّص تحويلات ميزانياتها إلى إسرائيل، بينما تمتنع شركات أخرى عن إرسال مسؤولين كبار إلى تل أبيب”.

اقرأ أيضا…

أسيدون:الإبادة الجماعية هي نفي وجود الشعب الفلسطيني…حقوقيون ينظمون ندوة بالرباط يستنكرون من خلالها معاناة الفلسطنيين

ويقول مسؤول آخر: “الحصار المفروض على الصناعة الطبية الإسرائيلية ليس حصارًا مؤقتًا، ولا هو حظرٌ مؤقت. إنه واقع ملموس ورسمي ومستمر، ومدعوم بخطوات واضحة: إلغاء اتفاقيات معنا، وسحب استثمارات متعمد، وإعطاء أولوية واضحة للبدائل غير الإسرائيلية لدى العملاء والشركاء الاستراتيجيين. الأمر أصبح يتحول إلى وصمة عار مُترسخة٬

فمجرد الارتباط بإسرائيل يُصبح وصمة عار على رجال الأعمال والشركات. هذا الخطر أشد وطأة من أي تقلبات في السوق أو أزمة تمويل من شركات كبرى لنا، وهو خارج عن سيطرة رواد الأعمال الذين كانت تجذبهم إسرائيل”.

“النجاحات في عقد بعض الصفقات لا يعني انتهاء المشكلة”

تورد “عربي بوست” إفادات  لصحيفة هآرتس٬ تؤكد فيها  أن الأعمال التجارية صحيح تزدهر في قطاع الطاقة ويتم توقيع اتفاقيات على نطاق كبير٬ مثل دخول شركة النفط الوطنية الأذربيجانية، “سوكار”، إلى حقل تمار٬ وتوقيع صفقة التصدير بقيمة 35 مليار دولار من حقل ليفياثان إلى مصر٬ ولكن حتى في هذه الصناعة، بدأت عمليات سرية لحظر هادئ في الظهور تحت السطح.

أخبرت إحدى أكبر شركات الطاقة في الاقتصاد صحيفة “كالكاليست” أنها عندما طلبت تجديد خطوط الائتمان الحالية مع أحد البنوك الأوروبية الكبرى، واجهت مماطلة غير معهودة لم تشهدها من قبل. حتى عندما حاولت الضغط على البنك للاعتراف بالأسباب الحقيقية لترددها، قوبلت برد رسمي جاف كان يهدف إلى التستر على السبب الحقيقي.

مقاطعة المؤسسات الأكاديمية لإسرائيل “خطير وغير مسبوق

في الوقت نفسه٬ فإن المقاطعة الصامتة تُمارس أيضًا في الأوساط الأكاديمية . وهناك تهديدات حقيقية في الميدان، مثل وجود اقتراح بتعليق مشاركة إسرائيل في أهم برنامج منح بحثية في العالم، وهو برنامج “هورايزون” الأوروبي، أو على الأقل تعليق مشاركتها في أجزاء منه. إن نفوذ أصدقاء إسرائيل في الاتحاد الأوروبي كبير، لكن استمرار الحرب في غزة، وتفاقم الأزمة الإنسانية، ورفض إسرائيل إنهاء القتال، يجعل مهمتهم مستحيلة.

وتعتمد إسرائيل على دعم ألمانيا وإيطاليا، وفي هذا الصدد، يُثير تراجع هذا الدعم قلقًا بالغًا. في 8 غشت، نشر أكثر من 300 أكاديمي ألماني رسالة مفتوحة تدعو إلى مقاطعة إسرائيل والمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية. ويتهمون هذه المؤسسات بالتورط في الاحتلال غير الشرعي، والفصل العنصري، والإبادة الجماعية، وغيرها من انتهاكات القانون الدولي، ودعمها.

رابط المقال كاملا: https://arabicpost.net/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%ad%d8%a9/2025/08/25/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a-6/

المصدر: عربي بوست “بتصرف”

اقرأ أيضا…

دعوات إلى مقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) التي تحتضنها إسرائيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى