مغربي ومصري ينقذان 51 تلميذاً اختطفهم سائق إيطالي غاضب أشعل النار في الحافلة
أنقذ مراهقان من أصول عربية (مغربي ومصري) ركاب حافلة، أغلبهم من تلاميذ المدارس، من مصير غامض بعد أن قام سائق إيطالي من أصل سنغالي أمس الأربعاء، باختطافهم في مدينة ميلانو الإيطالية مهدداً بقتل الجميع.
وكان السائق يقود الحافلة التي تقل 51 تلميذاً ومدرسيهم إلى ملعب رياضي، حين أعلن عن غضبه الشديد من سياسات منع دخول اللاجئين إلى إيطاليا، والتي تسببت في غرق المئات في مياه البحر المتوسط، وكان يصرخ: “لا أحد سينجو. أوقفوا الموت في البحر. سأرتكب مذبحة”، بحسب الشرطة الإيطالية.
وتمكن الطفل المغربي سمير من إنقاذ زملائه من الموت حرقا، بعدما حاول إيطالي، من أصل سينغالي، إضرام النار في الحافلة التي كانت تقلهم.
وحسب ما جاء في القناة التلفزية الإيطالية “sky tg24″، فقد كان سمير ورامي يجلسان في الصفوف الأخيرة من الحافلة، التي كان ينوي السينغالي “اوساينو سي” قتل من فيها حرقا، وحين انتهى من إفراغ البنزين على طول الممر، قيد التلاميذ واستولى على هواتفهم لمنعهم من طلب المساعدة، إلا أن واحدا راوغه ولم يسلمه هاتفه.
وذكرت صحيفة “la 7stampa”، واحدة من الصحف اليومية التي تعرف انتشارا واسعا في إيطاليا، أن الخاطف طلب هواتف كل الأطفال، إلا ان المغربي سمير، أجاب بكل شجاعة “الهاتف ليس معي”، فصاح السائق قائلا “أعطني”، لكن سمير أجاب بكل حزم وعيناه في عيني الخاطف، “اليوم لم أحضر هاتفي”، ما جعل “اوساينو سي” يصدق كلامه.
وكان التلميذ المغربي قد رمى الهاتف تحت المقعد قبل وصول الخاطف إليه.
في تلك المرحلة، تمكن ريكاردو، وهو صبي آخر، من تحرير نفسه من روابط النايلون التي كبلت بها يداه، واستطاع أخذ الهاتف وإعطاءه للتلميذ المصري رامي، الذي اتصل مباشرة بالشرطة.
وفي تصريح لصحيفة “repubblica”، قال رامي “لقد اتصلت بـالرقم 112، وكنت أعرف أن أحدا سيأتي. وقد أخبرت زملائي في الدراسة بالتزام الهدوء لبضع دقائق أخرى.”
يذكر أن الشرطة الإيطالية هرعت إلى مكان الحادث وتمكنت من إخراج التلاميذ سالمين، قبل أن تلتهم النيران الحافلة، فيما تم نقل بعض التلاميذ إلى المستشفى كإجراء وقائي، فيما كان آخرون في حالة صدمة، لكن، لحسن الحظ، لم يصب أحد بجروح خطيرة.