أعلنت روسيا، هذا الأسبوع، عن جاهزية لقاح جديد مضاد للسرطان يحمل اسم «إنتيروميكس» (Enteromix)، مؤكدة أنه سيكون متاحًا مجانًا للمرضى بعد الحصول على التراخيص النهائية من وزارة الصحة.
الإعلان، الذي جاء خلال منتدى الاقتصاد الشرقي، أثار موجة تفاؤل واسعة، لكنه في المقابل طرح تساؤلات حول مدى جاهزية اللقاح للتطبيق العملي على نطاق واسع.
نتائج مبشّرة… لكن محدودة
بحسب وكالة الطب الحيوي الفيدرالية الروسية، أظهر اللقاح فعالية تراوحت بين 60 و80 في المائة في تقليص حجم الأورام أو إبطاء نموها، مع مؤشرات إيجابية على تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة. وركّزت المرحلة الأولى من التجارب السريرية على مرضى سرطان القولون والمستقيم، فيما يجري العمل على توسيع نطاقه ليشمل أورام الدماغ (الغليوبلاستوما) وأنواعًا خاصة من الميلانوما.
تقنية mRNA وتفريد العلاج
يعتمد «إنتيروميكس» على تقنية الـ mRNA، التي تقوم بمحاكاة جهاز المناعة ليتعرف على الخلايا السرطانية ويهاجمها استنادًا إلى خصائص فريدة لدى كل مريض، فيما يُعرف بالطب الشخصي. وهو توجه يُنظر إليه كأحد أبرز التحولات في العلاج المناعي عالميًا.
مجانية العلاج ودعم حكومي
المسؤولون الروس شددوا على أن اللقاح سيُقدَّم مجانًا للمرضى، في إطار دعم حكومي يروم تعزيز العدالة الصحية.
ورغم هذا الإعلان، ما زال اللقاح في مرحلة انتظار الترخيص الكامل، بعدما شملت التجارب الأولى 48 متطوعًا وأظهرت آثارًا جانبية طفيفة فقط.
تفاؤل بكثير من الحذر
يرى خبراء أن الإعلان يمثل بارقة أمل جديدة في معركة ممتدة مع السرطان، لكنهم يحذرون في الوقت نفسه من الإفراط في التفاؤل، إذ ما تزال هناك حاجة إلى تجارب أوسع وبيانات أكثر حول فعالية اللقاح على المدى الطويل.
ما أعلنته موسكو خطوة مهمة في سباق عالمي لإيجاد لقاح فعّال ضد السرطان، لكن الطريق ما زال طويلًا قبل أن يتحول «إنتيروميكس» من خبر سار إلى علاج مُعتمد ينقذ حياة الملايين.
