ذكرت صحيفة “نيوريوك تايمز” أن العرض الذي كان قدمه بوتفليقة بعدم ترشحه لعهدة انتخابية خامسة، والذي جرى تقديمه من الحكومة على أنه تنازل كبير، قوبل بالرفض الكامل من جانب المتظاهرين، لأنه فشل في تلبية مطالب الجماهير الذي تركز في التنحي، ما أجج من نشاط حركة التظاهرات.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن الجزائر باتت تقترب من الثورة على النظام الحاكم الحالي بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيرة إلى أن الاحتجاجات الشعبية التي تتواصل أسبوعياً لا يبدو أنه بالإمكان إيقافها.
وعلى مقربة من منزل بوتفليقة، يملأ الشوارع عشرات الآلاف من الجزائريين أسبوعياً، مطالبين بصوت مرتفع بمغادرة بوتفليقة وحاشيته التي تضم كبار المسؤولين ورجال الأعمال والأثرياء والضباط العسكريين الذين يديرون البلد بالفعل.
في نفس السياق، قال المصدر نفسه، بالرغم من أنه لا يمكن تخيل الحكومة وهي تستسلم لمطالب المتظاهرين، فإن علامات إيجابية ظهرت مؤخراً، يمكن أن تدل على نية القبول الضمني بمطالب المحتجين.
الصحيفة أشارت في هذا المستوى لتململ وسائل إعلام حكومية وبدء إقدامها على تغطية حركة التظاهرات، ونشر تقارير عنها، كما انضمت جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم، والجيش إلى فريق المحتفين بهذه التظاهرات الشعبية.
داخل المباني الحكومية العملاقة، تقول الصحيفة، هناك قلق متزايد وتردُّد من قبل المسؤولين، في كيفية التعامل مع هذه الحالات، وبعضهم ما زال يصر على أن هناك قوى خفية حركت هذه التظاهرات، وهم يشعرون بالذهول من حجمها.
فرنسا قلقة وتراقب الأحداث في الجزائر عن كثب، فهي تضم ملايين الجزائريين، وتخشى من تداعيات الأوضاع في هذا البلد وانفلات حبل الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا في حال تطورت الأحداث.
تنهي الصحيفة الأمريكية تقريرها، بالتأكيد أن الجزائريين مصرّون -على ما يبدو- على مواصلة الطريق إلى النهاية، وهم اليوم يقتربون من إشعال ثورة على النظام إذا ما أرادوا، ومن هذه الزاوية تضيف الصحيفة، المواجهة المقبلة مع النظام قد لا تكون سهلة على الطرفين.
زر الذهاب إلى الأعلى