
قصة صبية فلسطينية معاندة في تضامنها مع غزة، اسمها غريتا+فيديوهات
كتب حسام شاكر، يقول: إن غريتا ثونبرغ، حرّكت جماهير مدرسية غفيرة بصيْحة أطلقتها ولافتة رفعتها ، فصنعت بدعوتها الجريئة من أمام البرلمان السويدي إلى إضراب المدارس، حدثًا عابرًا للقارّات ارتبط باسمها.
دعت تلاميذ العالم للخروج للشارع لرفع أصواتهم ضدّ العبث البيئي الماحق بالكوكب
وأضاف،شاكر، وهو باحث وكاتب ومحلل في الشؤون الأوروبية والدولية وقضايا الاجتماع والمسائل الإعلامية، في مقال له، كان نشره في وقت سابق، على موقع “الجزيرة نيت”، إنّها غريتا، التي اشتهرت منذ عام 2018 عندما كانت في المرحلة المدرسية المتوسطة، يوم أن دعت أقرانها بجرأة استثنائية إلى مفارقة مقاعد التلاميذ والخروج إلى الشوارع؛ لرفع أصواتهم ضدّ العبث البيئي الماحق بالكوكب.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه برز اسم الصبية “غريتا”، التي ظهرت في بلاد الشمال تعبيرًا عن جيل صاعد أغضبه سياسات الكبار التي تدمِّر الكوكب الأزرق وتهدِّد مستقبله.
لقد نجحت غريتا في التعبير عن براءة جيل انتابه القلق على مصير كوكبه المُكلّل بالأزمات، وكان لخصوصية شخصيّتها أوضح الأثر في ذلك، فقد وقع تشخيص إصابتها بشيء من التوحّد (متلازمة أسبرغر وأشياء أخرى)، على نحو ربّما حفّز تصميمها الثاقب وعنادها المبدئي في سبيل ما ترتئيه قضية عادلة، مع تركيزها الدؤوب على رسالة جوهرية تُناضِل لأجلها.
سحق الناشطة الأميركية ريتشيل كوري في رفح
وُلدت غريتا في اليوم الثالث من عام 2003، في العاصمة السويدية ستوكهولم، لعائلة ذات إرث موسيقي وتمثيلي معروف في بلدها. أبصرت سليلة أسرة تونبرغ النور بصفة متزامنة تقريبًا مع إقدام جرّافة تتبع الاحتلال الإسرائيلي على سحق الناشطة الأميركية ريتشيل كوري في رفح، جنوب قطاع غزة في مارس من تلك السنة. لا تُزهَق الروح النضالية بالإجهاز على الأبدان، فهي تعبُر بطرائق شتى من جسد إلى جسد، وإذ بعينَيْ غريتا تونبرغ تكتشف قبل نهاية عامها العشرين ما لم تلحظه من قبل.
الولادة النضالية الجديدة للزعيمة العالمية الشابّة
قال حسام شاكر في مقاله، عن غاريتا، إن الصبيّة رأت آلة حرب تقطع جذوع الأطفال والأمّهات، وتجرِّف شعبًا من أرضه ودياره، وتبعث أدخنة الموْت في مخيمات اللاجئين، وتحظى فوق ذلك بإمداد عسكري وسياسي واقتصادي ودعائي مُزمن من زعماء ديمقراطيات غربية صفّقوا للصبيّة بحرارة من قبل، ولا يكفّون عن التمسُّح بالقيم والمبادئ والمواثيق المرفوعة في عواصمهم.
وأوضح أنها لحظة الولادة النضالية الجديدة للزعيمة العالمية الشابّة. كان ذلك في خواتيم عام 2023، عندما أدرجت الفتاة بمعيّة حركتها الشابّة كلمة “إبادة جماعية” في مضامين الخطاب المعتمد، مع إشارة واضحة إلى بقعة معيّنة على ظهر الكوكب المُهدّد بالكوارث؛ هي “غزة” و”فلسطين”.
الغرب يحرض ضد من كانت محل احتفاء بها من قبل
يقول حسام، سرعان ما أقلع حرّاس المعبد السياسي والإعلامي والثقافي في الدول الغربية عن تمجيد غريتا والاحتفاء بشجاعتها والتصفيق لإطلالاتها، ونزعت وسائل الإعلام في ألمانيا والنمسا ودول أوروبية أخرى التقدير عنها، وباشرت ذمّها والتحريض ضدّها بصفة صريحة أو باعتماد لغة الصورة المشبّعة بالانحياز، بصفتها فتاة ضلّت طريقها لمجرّد أنها تتحدّث بما يخالف النهج الرسمي الداعم لدولة الاحتلال وجيش الإبادة.
صارت فلسطينية
لم يشهد العالم حملات تحريض دؤوبة تستفرد بفتاة عزلاء في سنّ المدرسة تقريبًا على هذا النحو، لكنّ التشهير بصاحبة الوجه الطفولي كرّس قناعاتها بصواب الموقف الذي تتبنّاه مع جماعتها، ولم تَزِد مساعي الوصم السافر الناشطة البيئية الأبرز في العالم إلّا عزمًا وتصميمًا على مواصلة النهج المبدئي الجديد.
صارت غريتا في غضون موسم الإبادة المشهودة صبيّة فلسطينية تقريبًا، تظهر في ميادين التظاهر عبر أوروبا لأجل غزة، وقد تُعتقَل أو تواجه قيود الشرطة؛ كما حدث معها مثلًا عندما تظاهرت في بلادها السويد ضدّ السماح بمشاركة الاحتلال الإسرائيلي في مهرجان الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” في مالمو سنة 2024.
غاريتا والمشاركة القوية في رفع الحصار عن غزة
سألها الصحافيون بعد أن حطّت طائرتها في باريس مُبعدة قسرًا من فلسطين المحتلة يوم 10 يونيو 2025 عن تجربتها مع الاختطاف من عرض البحر، فأجابت بأنّ المهمّ هو ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتلك هي القضية الأساسية التي ينبغي أن تحظى بالاهتمام.
وفي تعليقها على ما وصفها به الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنّها “فتاة غاضبة”، ردّت بالقول: “حسنًا، عالمنا بحاجة إلى كثير من الفتيات الغاضبات للتعامل مع ما يجري فيه”. ثمّ إنّها زهدت بكمّ التلفيق الذي لجأت إليه رواية الاحتلال الدعائية بشأن عملية القرصنة والاختطاف، فأوجزت الردّ على تلك الأسئلة: “قالوا أشياء كثيرة غير مهمّة”.
لم تتردد الناشطة السويدية المناهضة لتغير المناخ غريتا ثونبرغ في الانضمام إلى أسطول من السفن المحملة بالمساعدات إلى قطاع غزة، أثناء إبحارها من برشلونة.
فبالرغم من اعتقال إسرائيل ومعها 12 ناشطا من عدة بلدان بعد الاستيلاء على السفينة “مادلين” حيث كانت في المياه الدولية في طريقها إلى غزة وهي تحمل مساعدات إنسانية، فهاهي تعيد الكرة مع أسطول الصمود العالمي.
لقد قالت في حديثها للصحافيين،في مطار شارل ديغول بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد ترحيلها من إسرائيل، أن احتجاز القوات الإسرائيلية لهم “لا يُقارن بما يمر به الشعب الفلسطيني”، في إشارة إلى الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بقطاع غزة.
رغم مغادرتها مجلس إدارة أسطول الصمود بسبب خلافات هي في طريقها لغزة
صحيح أعلنت الناشطة البيئية السويدية “غريتا ثونبرغ Greta Thunberg” رحيلها عن مجلس إدارة أسطول الصمود الإنساني العالمي، ومع ذلك هي في طريقها إلى غزة، وذلك بسبب خلافات داخلية.
وبحسب صحيفة ” إل مانيفستو Il Manifesto ” الإيطالية اليومية، فإن القرار مرتبط بالتوترات بشأن استراتيجية الاتصال التي تنتهجها حركة الصمود.
لن أكون في اللجنة التوجيهية لكني سأظل مُنظِّمةً ومشاركةً”
ذكرت الصحيفة الإيطالية أن بعض الأعضاء انتقدوا الناشطة لتغطيتها الإعلامية التي اعتُبرت “مُركِّزة بشكل مُفرط على الديناميكيات الداخلية للأسطول، وغير مُركِّزة بما يكفي على الحرب في فلسطين”.
وفي جانب اخر، تتحدث مصادر أخرى، أن الناشطة الشابة، لم يرق لها، التركيز على “السيلفيات” وعلى الصور و “رحلات “شوفوني”، على حساب جوهر وعمق التواجد في الأسطول، و فضح جرائم إسرائيل ومساندة ودعم الشعب الفلسطيني المحاصر والجوعان الذي دمرت بلده ويتم قتله وتهجيره قسرا ..

و في هذا، قالت ثونبرغ، التي حُذف اسمها من الموقع الإلكتروني الرسمي للبعثة: “لكلٍّ منا دورٌ عليه: لن أكون عضوًا في اللجنة التوجيهية، بل مُنظِّمةً ومشاركةً”.
اقرأ أيضا…
المصدر: الجزيرة وإعلام إلكتروني ووكالات