
شبّ حريق مهول صباح أمس الخميس بسوق جنان الجامع في قلب المدينة العتيقة بتارودانت، ما تسبب في خسائر مادية كبيرة طالت العشرات من المحلات التجارية، وسط حالة من الذعر والذهول بين التجار والسكان المجاورين.
تسببت ألسنة اللهب الكثيفة في تدمير أجزاء واسعة من السوق التاريخي
وفق مصادر محلية متطابقة، اندلعت النيران في الساعات الأولى من الصباح داخل أحد المحلات قبل أن تمتد بسرعة إلى باقي الدكاكين، مدفوعة بوجود مواد قابلة للاشتعال وازدحام البضائع داخل السوق العتيق. وقد تسببت ألسنة اللهب الكثيفة في تدمير أجزاء واسعة من السوق التاريخي الذي يُعد أحد أقدم المراكز التجارية بالمدينة.
فرق الوقاية المدنية هرعت إلى عين المكان فور إشعارها، مدعومة بعناصر من السلطة المحلية والأمن الوطني، حيث تمت محاصرة النيران بعد ساعات من الجهود المكثفة، رغم الصعوبات الناتجة عن ضيق الأزقة وتداخل المحلات.
يجري حاليًا حصر حجم الخسائر المادية
ولم تُسجل لحسن الحظ أي خسائر في الأرواح، فيما يجري حاليًا حصر حجم الخسائر المادية التي وصفها مصدر من عين المكان بـ”الضخمة”، مشيرًا إلى أن عدداً من التجار فقدوا كل ما يملكون داخل محلاتهم.
السلطات المحلية فتحت تحقيقًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد أسباب الحريق وظروف اندلاعه، في وقت رجّحت فيه بعض المصادر أن يكون تماسٌّ كهربائي وراء الكارثة، دون تأكيد رسمي لحد الساعة.
سوق جنان الجامع يُعد من أبرز الفضاءات التجارية بمدينة تارودانت
يُشار إلى أن سوق جنان الجامع يُعد من أبرز الفضاءات التجارية بمدينة تارودانت، حيث يضم محلات متنوعة بين بيع الملابس التقليدية، الأثاث، والعطور، ويُعتبر رئة اقتصادية أساسية للمدينة القديمة.
الحادث أعاد إلى الواجهة مطلب تأهيل الأسواق الشعبية بتارودانت وتزويدها بتجهيزات السلامة، خصوصًا بعد سلسلة من الحرائق التي عرفتها المدينة خلال السنوات الأخيرة، والتي كشفت هشاشة البنية التحتية وغياب أنظمة الوقاية الحديثة.