
حادثة صادمة عرفها مرة اخرى مستشفى الحسن الثاني بأكادير المثير للجدل مؤخرًا، بعدما أقدَم طبيب متدرب على طرد ممرضة تخدير من غرفة العمليات، في تصرف أثار موجة استنكار واسعة بين الأطر الصحية والرأي العام.
وفق ما تداوله عدد من المهنيين، فإن الممرضة تعرضت لمعاملة مهينة داخل قاعة يفترض أن تُجسّد روح التعاون والتكامل بين كل أعضاء الفريق الطبي، لا منطق الأوامر والتسلط.
مهنة الرحمة لا تحتمل الإهانة
الواقعة، سواء تأكدت بتفاصيلها المتداولة أو لا، تطرح سؤالًا عميقًا حول أخلاقيات المهنة داخل المؤسسات الصحية.
ففي بيئة يفترض أن تكون قائمة على التضامن المهني والثقة المتبادلة، لا مكان للتعالي أو سوء المعاملة. الكرامة المهنية جزء لا يتجزأ من كرامة الإنسان، والإساءة إلى ممرضة تخدير هي في جوهرها إساءة إلى مهنة التمريض ككل، وإلى قيم الإنسانية التي يقوم عليها الطب.
مساءلة ضرورية وثقافة يجب أن تتغير
المطلوب اليوم ليس فقط التحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤول عنها إن ثبتت، بل أيضًا إعادة النقاش حول تكوين الأطباء والمتدربين في الجانب الأخلاقي والإنساني.
فالمهارة التقنية لا تكفي لتكوين طبيب مؤهل، ما لم ترافقها قيم الاحترام والتواضع والتعامل الإنساني مع الزملاء والمرضى على حد سواء.
إنّ المؤسسات الصحية ليست فضاءً للتراتبية السلطوية، بل منظومة تكاملية يتقاسم فيها كلّ فرد مسؤوليته لإنقاذ الأرواح وصون الكرامة.