الرئسيةرياضة

أزمة “التأشيرة” تُفجّر جدلا حول المنتخب التونسي

اشتعل الجدل داخل الساحة الرياضية التونسية خلال الساعات الماضية، بعد التصريحات التي أدلى بها المدرب السابق سامي الطرابلسي، والتي قال فيها إن المنتخب الوطني “لم يشارك بالصيغَة المطلوبة بسبب عدم حصول عدد من اللاعبين على التأشيرة”، معتبراً الأمر “فضيحة إدارية” تطرح أسئلة حول طريقة تدبير الجامعة لملفات البعثات الرياضية.

تصريحات الطرابلسي سرعان ما انتشرت على نطاق واسع، وخلقت حالة من الاستياء لدى جزء من الجمهور الذي رأى في كلامه مؤشراً على خلل إداري قد يكون أضر بالمنتخب.

لكن الجامعة التونسية لكرة القدم لم تتأخر في الرد، وأصدرت بياناً شديد اللهجة نفت فيه بشكل قاطع ما جاء على لسان الطرابلسي، واصفة تصريحاته بـ“المغالطات الخطيرة” التي “تسيء لصورة المنتخب الوطني وتضلّل الرأي العام”.

الجامعة: لم يُرفض أي طلب تأشيرة… والمشكل داخلي وليس قنصلياً

في البلاغ الرسمي، أكدت الجامعة أن جميع طلبات التأشيرة التي تقدمت بها لصالح اللاعبين تمت الموافقة عليها دون أي رفض من الجهات القنصلية، مضيفة أن ما يروج عن “إقصاء بسبب التأشيرة” لا أساس له من الصحة.

وأوضحت الجامعة أن بعض اللاعبين الذين تم تداول أسمائهم لم يُسافروا لأن الجامعة لم تتقدم أصلاً بطلب تأشيرة لهم، باعتبار أنهم خارج اختيارات الإطار الفني للمعسكر، وليس بسبب أي مشكلة مع السفارات.

بهذا المعنى، يصبح كلام الطرابلسي حول “عدم حصول اللاعبين على التأشيرة” غير دقيق، لأن اللاعبين المعنيين لم تُقدّم ملفاتهم من الأصل، ما يجعل الحديث عن “رفض التأشيرة” غير قائم.

بيان بنبرة قوية… وتهديد باللجوء إلى القضاء

لغة البيان كانت حادة وغير معهودة، إذ شددت الجامعة على أنّ “نشر معلومات غير صحيحة يمسّ بمصداقية المؤسسة”، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها في اللجوء إلى المساطر القانونية في حال تواصل نشر معطيات وصفتها بـ“المضلّلة”.

هذا الرد الصارم اعتبره مراقبون رغبة واضحة من الجامعة في وقف الجدل وإعادة فرض السيطرة التواصلية على الملف، خاصة بعد انتشار تصريحات الطرابلسي بشكل واسع.

الطرابلسي متمسّك بروايته… والجمهور منقسم

ورغم النفي القاطع من الجامعة، لم يتراجع الطرابلسي عن موقفه، مؤكداً أن تصريحاته “تعكس حقيقة ما جرى” وأن “ملف التأشيرة لم يُدار بطريقة مهنية”، من دون تقديم وثائق أو أدلة تدعم روايته.

هذا التباين خلق انقساماً داخل الرأي العام الرياضي التونسي فريق يرى أن الجامعة قدمت توضيحاً رسمياً مدعماً بالوقائع القنصلية، وفريق يعتبر أن الطرابلسي يثير مسألة أعمق تتعلق بطريقة تسيير المنتخب.

صورة المنتخب بين المطرقة والسندان

سواء تعلّق الأمر بسوء تواصل أو سوء تقدير، فإن الأزمة الأخيرة أعادت طرح سؤال الثقة بين مكونات الكرة التونسية، وأبرزت هشاشة العلاقة بين الأطر الفنية والجامعة في مرحلة يفترض فيها التركيز على الاستحقاقات المقبلة.

وفي انتظار معطيات جديدة أو توضيحات إضافية، تظل الحقيقة الأكيدة حالياً أن التأشيرات لم تُرفض، وأن سبب عدم سفر بعض اللاعبين يعود إلى الاختيارات الفنية لا غير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى