تتناول الحلقة الخامسة من سلسلة “يُـقال إنّ”، أوّل تاريخ افتراضي للمغرب، جذور النضال من أجل إنهاء الاستبداد وإرساء دولة ديمقراطية حديثة تكون فيها السيادة للشعب والقانون. فهاته المطالب لم تظهر بعد حصول المغرب على الاستقلال في إطار الصراع الذي دار بين المؤسسة الملكية وبعض الأحزاب المنبثقة عن الحركة الوطنية كما يعتقد الكثيرون بل بزغت في بداية القرن العشرين واستمرت بطريقة أو بأخرى أكثر من خمسة عقود قبل أن يتم وأدها في أواخر الخمسينات من القرن العشرين. سنحاول إذن تحديد أهمّ معالم هذه الطريق الوعرة.
يسعى هذا المشروع، الذي يحمل عنوان “يُـقال إنّ” إلى تقديم مختلف جوانب تاريخ المغرب وذلك بطريقة علمية وسلسة. فهو يجمع بين الرسوم والوثائق والسرد ولائحة من المصادر والمراجع من أجل تفكيك أمثل وفهم أشمل للأحداث والمؤسسات والرّموز التي شكّلت تاريخ البلاد وما زالت تُؤثّر على حاضرها. ” فهدفنا، يقول نبيل مُلين، ليس فرض سردية كبرى على الجمهور، والتي ستكون بالضرورة سطحية وخطية واقصائية بل تزويده بتاريخ علمي يظهر بطريقة غير مُقيّدة تنوع المشارب وتعدد المسارات وتعقيدات الوقائع “.
هذا ويجب التذكير أنّ د. محمّد نبيل مُـلين، المشرف على الحاضنة، أستاذ باحث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي. وقد حصل على دكتوراه في التّاريخ من جامعة السّـربون وعلى دكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس. له العديد من المؤلفات من بينها علماء الإسلام: تاريخ وبنية المؤسسة الدينية في السعودية بين القرنين الثامن عشر والحادي والعشرين (بيروت، 2011) والسلطان الشريف: الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب (الرباط، 2013) والخلافة: التاريخ السياسي للإسلام (بيروت، 2017) وفكرة الدستور في المغرب: وثائق ونصوص (1901-2011) (الدار البيضاء، 2017) وأطياف الإسلام السياسي: التيارات والعقائد والإيديولوجيات، (بيروت، 2019).تتناول الحلقة الخامسة