رمضانيات: السوسدي كاد أن يعوض بوجميع وينضم للغيوان (فيديو)
اخترت أن أنهي هذه السلسلة بما حكاه سوسدي عن موت بوجميع، وعن دعوة العربي له للانضمام إلى الغيوان، يقول سوسدي: بعد عودة لمشاهب من جولة بفرنسا، سنصادف حادثا مؤلما، وهو وفاة المرحوم بوجميع عميد الأغنية الغيوانية، هذا الرجل الذي كانت تربطنا به علاقة من نوع خاص، فبوجميع كانت تتجسد فيه كل معاني الإنسان الصادق، ووفاته شكلت فراغا كبيرا سواء بالنسبة لناس الغيوان أو، لنا أيضا، لقد كنا نعتبره مرجعا لنا جميعا.
أتذكر أن النادي الذي كنا نكتريه بحي روش نوار كان قريبا من نادي ناس الغيوان، وكان المرحومان بوجميع والعربي، يحضران لبعض من تماريننا ويناقشان معنا الأعمال ولم ينظرا أبدا إلينا كمنافسين، بل كانا يعتبران لمشاهب استمرارية للغيوان، وهذا كنا نحسه في تلك الجلسات، فمعلوم أن المرحوم بوجميع لا يجامل في الفن وينتقد أي عمل لم يعجبه أمامنا وبعكس ذلك يبدي إعجابا وغبطة إزاء كل ما يراه جميلا في أعمالنا، شخصيا لم أكن أشبع من مجالسته فهو مرح جدا والنكتة لا تفارقه، كما أن الابتسامة لا تبرح شفتيه••
استلهمنا منه الشيء الكثير في الميدان الفني لذلك تأثرنا كثيرا لفراقه ومازال ذلك الموكب الجنائزي الرهيب الذي رافق جثمانه الى مثواه الأخير أمام عيني، فبينما وصلت السيارة التي تحمل جثمانه الى مقبرة الشهداء، كانت آخر سيارة لاتزال في الحي المحمدي•
وفاء لروحه وعرفانا لما أسداه في الساحة الفنية، كان لمجموعة لمشاهب شرف المشاركة في الذكرى الأربعينية لرحيله، والتي نظمها الأستاذ الطيب الصديقي بالمسرح البلدي بالدار البيضاء، وقد شاركنا في هذه الذكرى إلى جانب ناس الغيوان وجيل جيلالة، وفي هذا الحفل أدينا أغنية “هادشي مكتوب”:
هادشي مكتوب والأجل وفات
ملك الله عظيم بالواجب يحكم
رفيق الشبان مات على طفحات
خلانا ومشى بالقلب يخمم
ما دوّز صغرو ولا طيب الحياة
كان يتمنى وقته يتسگم
يوم كتاب الله وأمر بالممات
الحكم توصل والحال مظلم
ضاع كوّاد الكافلة
وجاحت في الصحاري
وتخبّل غزل الحرير
من فگده شلا•
هذه الأغنية كتبها الفنان امبارك الشادلي، أتذكر لما أديناها بهذه المناسبة، أدمعت عيون الحاضرين، ريع هذه الذكرى، كما يعلم الجميع، عاد إلى عائلة الفقيد وقد ساهم ماديا في هذه العملية مجموعة من الفنانين، وأتذكر هنا أن الأستاذ الطيب الصديقي وهب ثمن عدة لوحات فنية أعدها بالمناسبة إلى عائلة بوجميع رحمة الله عليه•
أتذكر أن الغيوان تأثروا كثيرا، فقد ضاع منهم أحد الركائز الأساسية، وكنت ألمس هذا من خلال لقاءاتي مع المرحوم العربي باطما الذي انتابه حزن كبير لفراق صديقه، وبالتالي ألقيت عليه إلى جانب باقي أعضاء المجموعة مسؤولية الاستمرارية• في هذا الصدد، اقترح عليّ المرحوم العربي الانضمام الى مجموعة ناس الغيوان، لأداء بعض المقاطع التي كان يؤديها المرحوم بوجميع، خصوصا وأننا نغني تقريبا في نفس السلم الموسيقي، لكني خجلت من أن أعوض رمزا كبوجميع خصوصا وأنني في بداية مشواري الفني وأريد أن أصنع إسمي•••