عبدالوهاب رفيقي: .. وكذلك كان خسر مرشحو أوردوغان المدن الكبرى..
في زيارتي لإسطنبول قبل شهرين كانت تركيا على موعد قريب مع الانتخابات البلدية، وكعادتي أدردش مع سائقي الطاكسي لمعرفة المزاج الشعبي العام، كنت متأكدا من هزيمة الشيخ علي يلدريم على يد الشاب الطموح إمام أوغلو مرشح الحزب الجمهوري، استياء عام من أوردوغان وحزبه ومرشحيه، واتهامات ممن قابلتهم بالفساد والاستبداد والصفقات المشبوهة…وكذلك كان، خسر مرشحو أوردوغان المدن الكبرى..
عند عودتي لإسطنبول قبل أسبوعين كانت إسطنبول على موعد مع إعادة الانتخابات بسبب الطعون التي قدمها حزب العدالة والتنمية، ومرة أخرى أجمع لي كل من قابلتهم على الإصرار على هزم يلدريم، واتهام أوردوغان بالتأثير على القضاء حتى تعاد الانتخابات، بالمناسبة كثير ممن حاورتهم يتهمون أوردوغان بتدبير مسرحية الانقلاب لمصالحه الحزبية الخاصة، والقضاء على كل خصومه ومنافسيه…
لكن المفاجأة كانت في الإعادة، توسع الفارق بين يلدريم وأوغلو من 13 ألف صوت إلى حوالي مليون صوت، وتسجيل هزيمة ساحقة لأوردوغان وحزبه…
كثير من الأتراك اليوم يتوقعون إمام أوغلو رئيسا لتركيا خلال السنوات القادمة، ورغبة عارمة في التغيير وإنهاء زمن حزب العدالة والتنمية…
لكن ما يجب الوقوف عنده، هو كيف أن اوردوغان برغم كل الملاحظات عليه، وطريقة تدبيره للحكم، وحجم الاستبداد الذي يمارسه على مخالفيه، هو وحزبه الحاكم من أشرف على انتخابات نزيهة، وسط أجواء ديمقراطية، ولو تعلق الأمر بإحدى المدن الكبرى في العالم، وأغناها مواردا، وكانت دوما هي الطريق المعبدة لدخول القصر الجمهوري بأنقرة، مما يستدعي إشادة واستبشارا بمستقبل تركيا الحديثة، التي أسسها الزعيم الخالد كمال أتاتورك ، و بنى مجدها الحالي رجب طيب أوردوغان…