العزيز:نعتز بما قدمناه من تضحيات وصمود لكننا اليوم لانشعر بالرضى عن وضعنا كيسار ضعيف التأثير
قال عبدالسلام العزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، إن حزبه طرح ضرورة إعادة بناء اليسار في مؤتمره الثامن في 2012 كمهمة مركزية للديمقراطيين واليساريين والتقدميين عموما، وكنا قبل ذلك دعونا من خلال تحالف اليسار إلى الوحدة والاندماج، واعتبرناها أنداك مهمة مفصلية في تاريخ البلاد، ولحظة ملائمة لإعادة بناء اليسار، نظرا للمعضلات والتراجعات التي دخلها اليسار منذ نهاية التسعينات.
وأضاف العزيز، خلال عرضه التقديمي للندوة السياسية، التي نظمها حزبه أول أمس السبت بالدارالبيضاء، حول “إعادة بناء حركة اليسار: المشروع، الضرورة، الإمكانيات والمعيقات”، أن إعادة بناء اليسار تنطلق أولا من فيدرالية اليسار الديمقراطي كلبنة أولى مع الوعي بضرورة الانفتاح على وإشراك كل التنظيمات والفعاليات التي نتقاسم وإياها المشروع السياسي، في هذه الدينامية.
في نفس السياق، أوضح العضو القيادي بحزب السفينة، أن حزبه قدم في هذا الإطار مقترحات ومبادرات عملية داخل هياكل الفيدرالية من أجل التوجه نحو هذا الهدف، معلنا أن الاجتماع الأخير للهيئة التقريرية لفيدرالية اليسار الديمقراطي، اتفق على خريطة طريق معتبرا إياها متقدمة نحو تحقيق هدف الاندماج، وذلك يشير العزيز عبر خلق لجان موضوعاتية، تهم مسألة الهوية والمشروع السياسي وقضايا القوانين والتنظيم، إضافة إلى لجنة الانفتاح والتواصل مع اليساريين والتقدميين بصفة عامة، ولجنة استكمال الهيكلة النظيمية للفيدرالية.
وكشف العزيز خلال المداخلة ذاتها، أن هذه اللجان ستشتغل بالانفتاح على التنظيمات اليسارية ومختلف الفعاليات خارج الفيدرالية، وذلك من أجل تفعيل إرادة الاندماج، مؤكدا أن الطموح والإرادة التي يعبر عنها حزبه بأهمية بناء حزب يساري كبير، قادر على إنجاز مهامه التاريخية، تنبع من تشخيص للوضع الوطني في كل مستوياته وتقاطعاته الإقليمية والدولية، والمتسم أساسا بتردي غير مسبوق لمفهوم السياسة ولصورة الفاعل السياسي واحتواء أغلب النخب السياسية، وانتشار مسلكيات ماسة بالنزاهة والاستقلالية.
في السياق ذاته، أكد المتحدث نفسه، أن هذا الوضع ناتج عن استمرار إرادة الدولة في الهيمنة على المشهد السياسي وصناعة تقاطبات وهمية، ومحاولة عرقلة كل دينامية سياسية مستقلة، عبر تهميشها واستعمال كل وسائل التضييق والمنع، مشيرا أن البلاد اليوم تعيش ردة حقوقية خطيرة، و تضييق كبير على الحريات وهجمة شرسة على المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية والإجهاز على القدرة الشرائية للمواطنين.
هذا واعتبر الفاعل السياسي عبدالسلام العزيز في المداخلة ذاتها، أن السياق الموضوعي للمرحلة السياسية الراهنة يفرض ضرورة بناء حزب اشتراكي كبير قادر على التأثير وتغيير ميزان القوى وقادر على قيادة النضال الديمقراطي، ومعبرا عن الانتظارات الواسعة لغالبية فئات المغاربة، وقادر على إعادة الثقة في العمل السياسي كفعل نبيل.
في السياق ذاته، أكد العزيز أن حزبه واع أن كل تنظيم وكل منظومة وكل كائن اجتماعي، يحاول الإبقاء على ذاته إلى أقصى حد ممكن وإعادة إنتاجها باستمرار، لكن الواقع يفرض اليوم، طفرة نوعية حتى لا يبقى اليسار مجرد تنظيمات لتسجيل المواقف واستهلاك الطاقة دون تأثير فعلي في موازين القوى.
وقال العزيز، إنه من المؤكد أننا نعتز بما قدمناه وبما بدلناه كتنظيمات يسارية وكفيدرالية وكمناضلين يساريين، في ظرف تتسم بالخنق والتضييق والتهميش، ومن المؤكد يشير القيادي بحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، أننا نعتز بأننا حافظنا على صمودنا ونضالنا من أجل القضايا العادلة، ولم نختر الحل السهل، لكننا اليوم لم نعد نشعر بالرضا مما نحن عليه من ضعف وتشتت ومنافسات وهمية عديمة ومحدود الامتداد والتأثير في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ببلادنا.