كومينة يكتب:البروفيسور منصف السلاوي..وجوابه..لايمكن أن نشتغل على الثلج في بلاد الشمس
من بين الأفكار الأساسية التي وردت في أجوبة العالم المغربي منصف السلاوي لدى استضافته في برنامج رشيد شو، تبرز فكرة تركيز االبحث على ما أسماه: الامتيازاات التنافسية (Les avantages compétitives)، وفي رأيي فقد أراد القول: الامتيازات المقارنة، إذ هناك فرق بين المصطلحين، وإن كان الاتصال والترابط بينهما ثابت، حيث أشار إلى أنه لايمكن أن نشتغل على الثلج في بلاد الشمس والعكس صحيح.
هذه الفكرة نفسها هي التي يركز عليها عدد من علماء الاقتصاذ في مقترحاتهم المتعلقة بالتنمية اليوم.
ذلك أنهم يؤكدون على ضرورة الانطلاق من تثمين الامتيازات المقارنة التي يتوفر عليها كل بلد، أي ما يمتلكه من موارد طبيعية ومايتوفر عليه من مهارات وكفاءات، ومايثقنه أو بإمكانه اثقانه وأيضا ما بناه من مؤسسات، باعتبارها الأساس لبناء امتيازات تنافسية في سوق دولية، لن يكون ممكنا على المدى المتوسط وحتى البعيد أن تتراجع عن العولمة بشكل نهائي، ماعدا في حالة حرب مدمرة وفوضى عالمية، وكل مافي الأمر أن مسارها يمكن أن يشهد بعض التغيرات المتوقعة حتى قبل مجئ موجة الوباء، بعدما باتت النيوليبرالية في وضع مأزقي أكثر حدة من ذلك الذي واجهته السياساات اللكيننزية في نهاية ستينات القرن الماضي وبداية سبعيناته وأنتتج أزمة الكساد واالتضخم. (stagflation) التي استغلت لشن هجوم نيوليبرالي كاسح.
والشمس تعتبر من امتيازاتنا. المقارنة التي يمكن أن تمنحنا استقلالا طاقيا على الأقل وربما الانتقال إلى تصدير طاقة نظيفة في مرحلة لاحقة،. وفلاحة ذات مردودية عالية،.
مع. إمكانية. تطوير منتجات بيو متنوعة، إذا ماقمنا باستتعمال تكنوولوجيات مناسبة، بما فيهاا تكنولوجيات لتترشيد وععقلنة استعمال. المااء للسقي وتطوير مواردنا المائية، وأوجدنا حلولا. لمشكل تفتت وصغر الأراضي الفلاحية والضغط السكاني عليها، بحييث يمكننا ليس فقط تغطية. حاجيياات الاستهلاك الداخلي، بل. وتحويل عجز. االميزان. االتجاري الغذاائي إلى فائض مهم،. خصوصا إذا تمكننا من تكييف العرض مع تطور الطلب. االعاالمي،. ولن يشكل االطلب الافريقي الا ننسبة. ضئيلة على المدى. المتوسط وحتى البعيد ماييستتدعي العمل على تنويع الاسواق. ومما لاشك فيه، أن البحث العلمي أساسي جدا لكي نتمكن من الاستفادة من. امتيازالشمس ببشكل افضل، وهذا موضوع راهن وملح، بحيث يجب أن نحافظ على الطابع المرجعي القاري لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وتطوير إمكانياته ودوره البحثي، ويجب في نفس الوقت تطوير البحث العلمي في ميدان الأسمدة من طرف مجمع الفوسفاط.
الشمس ليست فقط امتيازا في الميدان السياحي بل وأيضا في ميادين متعددة بما في ذلك البحث في الميدان الدوائي
إذ أنها وراء غنى البلاد بالنباتات الطبية والعطرية التي تصل الى 4200 نبتة، وهو عدد هائل يضع بلادنا في المرتبة الثانية عالميا، ما يجعل الشمس هنا غير الشمس في البلدان القاحلة، هذا الغنى الذي تعرفنا عليه حديثا يمكن أن يسهل علينا صناعة أدوية جديدة، بما فيها المستعملة للقنب الهندي التي يتزايد عددها في العالم، أو لزيت أركان أو الهندية أو غيرها، على أساس الانتقال إلى زراعة عدد من الأعشاب الغابوية والجبلية بكثافة واخراج غيرها من القطاع غير المنظم وتحريرها من المافيات والفساد، وهي ايضا وراء غنى شواطئنا وصخورها بكائنات بحرية قابلة للاستغلال لنفس الغاية.
الشمس ليست إلا واحدا من امتيازاتنا المقارنة ولنا الكثير مما يمكن لنا أن نطور بواسطته هذه الامتيازات لكن ذلك يتطلب مؤسسات حقيقية توفر مناخا مناسبا للبحث العلمي وليست إدارات ومؤسسات غارقة في الكسل والتكرار والفساد والانتهازية ومحاربة وتدمير القدرات بدل تطويرها
شئ أخر أشار اليه العالم المغربي ويكتسي أهمية ويتمثل في الكف عن إجراء مقارنات في غير محلها، إذ لاقياس مع وجود الفارق كما يقول المناطقة، والمقارنات المعنية لأتهم الإمكانيات المالية أوغيرها، بل مجموع الشروط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
البروفيسور السلاوي رد على كثير مما راج مند تعيينه في مهمة علمية محضة وعبر عن اعتزازه بانتمائه لبلده الأصلي المغرب.