ياسمين بريكي.. ابنة عنابة الجزائرية التي تزوجت حفيد الإمبراطور نابليون بونابرت
أثار زواج المثقفة الجزائرية، ياسمين بريكي، من حفيد نابليون بونابرت في مطلع مارس من هذا العام، زوبعة من التعليقات، والانتقادات الساخرة ،على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أن هذا الحدث “الشخصي”، كما تقول بريكي، جرى قبل شهر من المئوية الثانية لوفاة الإمبراطور الفرنسي، التي أحيتها فرنسا الأربعاء 5 ماي. لكنها نالت في الوقت ذاته إعجاب الكثيرين، نظرا لنجاحها، وثباتها أمام التحديات. فمن هي ياسمين لورين بريكي؟
ما من حدث يرتبط من قريب أو من بعيد بمسألة الذاكرة والتاريخ والعلاقات بين الجزائر وفرنسا إلا ويثير تعليقات كثيرة، وجدالات على مواقع التواصل الاجتماعي. والأمر لم يختلف عند زواج الأمير الفرنسي، يواكيم شارلز نابليون مورا، وهو حفيد نابليون بونابرت، في 5 مارس الماضي، بالمثقفة الجزائرية ياسمين بريكي، البالغة 39 عاما، والتي لم يكن يعرفها كثيرون قبل هذا الحدث.
فهل كان سخط “الغاضبين” مصدره جنسية الأمير، وتحدره من الإمبراطور نابليون، الذي أحيت فرنسا الأربعاء 5 ماي المئوية الثانية لوفاته؟ أم أن السبب يعود لكون الزوجة مسلمة، والزوج مسيحيا؟ لا شك أن الحقيقة تكمن في كل هذه المعطيات، إذ إن البعض يلوم ياسمين بريكي على زواجها من حفيد رجل مهد لاستعمار الجزائر في عام 1830، حسب قولهم، وهو ما نفته الأميرة بشدة، مذكرة بأن “نابليون بونابرت لم يحتل الجزائر، بل كان ذلك من فعل الملك شارل العاشر و(بعده) الملك لوي فيليب”. ويشار من جهة أخرى إلى أن العديد رحبوا بهذا الزواج واحتفوا به، لأنهم رأوا في مسيرة ياسمين بريكي نجاحا وتألقا.
وشددت ياسمين لورين بريكي خلال لقاء مع محطة “بي بي سي” البريطانية بعد أيام من عقد قرانها على أن قصتها مع الأمير يواكيم مورا (47 عاما) “قصة شخصية، قصة حب بين شخصين قبل أن تكون مسألة بين بلدين”.
وتابعت قائلة إنها “كجزائرية ولدت وكبرت في الجزائر، فإن العلاقة بين البلدين تهمني كثيرا وأنا من الذين يريدون أن تكون هناك علاقة ودية بينهما، وأتمنى أن يكون هذا الزواج مناسبة لترابط ومحبة أكبر بين الجزائر وفرنسا على الرغم من بعض المشاكل السياسية وعدم التفاهم”.
من معهد العلوم السياسية في الجزائر إلى جامعة السوربون في باريس
المعروف عن ياسمين بريكي أنها ولدت في مدينة عنابة الساحلية، في شرق الجزائر، وأتمت فيها دراستها الثانوية قبل أن تتحول إلى الجزائر العاصمة حيث تخرجت بشهادة في العلوم السياسية. وانتقلت بعدها إلى باريس عام 2004 لمتابعة دراستها في مجال العلاقات الدولية ثم في مجال الاقتصاد بجامعة السوربون.
ومارست عدة نشاطات ثقافية ورياضية منها ركوب الخيل والبولو والكتابة، لاسيما الكتابة العلمية وكتب الأطفال. وقالت عن التحولات التي قد يحتمل أن يفرضها اقترانها بالأمير الفرنسي على حياتها، إنها تواصل مسار حياتها العادية عبر نشاطاتها في جمعية “يونايتد هوبس” التي أسستها في عام 2017 وتقوم من خلالها بـ”أعمال خيرية كثيرة” لا سيما ثقافية على غرار توزيع كتب على أطفال جزائريين.
فقد ألفت في صيف 2020 بالتعاون مع شقيقتها الكاتبة نسرين كتابا بعنوان “مايا ضد فيروس كورونا”. كما أنها أسست في عام 2016 مركز الأفكار “غوفيرنونس” (الحوكمة) وهو عبارة عن منصة تفكير وتبادل خاصة بالاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا.
وتتعاون ياسمين أيضا مع مجموعة “أتوس” التي تهتم بالتكنولوجية الرقمية، وهي مكلفة بأحد الهواتف الذكية المشفرة الأكثر تطورا في العالم. وتنحدر ياسمين بريكي من عائلة البريكي التي أسست إمارة البريكي في حضرموت، جنوب شرق اليمن، والتي امتدت من 1751 لغاية 1866. وكانت هذه الإمارة بالقرب من مملكة سبأ القديمة.
من جهته، يتحدر الأمير يواكيم مورا من أبوين ينحدران من أمير الإمبراطورية وملك نابولي يواكيم الأول، وزوجته كارولين بونابرت الأخت الصغرى للإمبراطور نابليون بونابرت. وأشارت بعض المصادر أنه، وبعد التحاقه بالجيش الفرنسي كمظلي في كوسوفو، عاش في الهند مدة سبع سنوات، كما أنه مهتم بكل ما يرتبط بالتاريخ النابليوني.