وقع المركز الجهوي للاستثمار سوس-ماسة و الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات و مؤسسة البنك الشعبي لإنشاء المقاولات والبنك الشعبي وسط-جنوب، الاثنين بأكادير، اتفاقية شراكة لتنزيل برنامج مندمج للمواكبة “انتعاش”.
وسيقوم الشركاء في إطار هذه الاتفاقية بوضع خبراتهم رهن إشارة حاملي أفكار المشاريع و حاملي المشاريع على السواء، من أجل توفير مواكبة ملائمة وذات قيمة مضافة هامة.
و في هذا الصدد، سيسمح تكامل المهام بين هؤلاء الشركاء بتحقيق إدماج مالي جيد للشباب الراغب في الاستفادة من تمويلات برنامج “إنطلاقة”، و كذلك تشجيع روح المقاولة بالجهة من أجل تحفيز و تشجيع المبادرات المقاولاتية.
ويأتي برنامج “إنتعاش” لتشجيع روح المقاولة بالجهة عن طريق مواكبة و تكوين حاملي المشاريع خلال جميع مراحل إنشاء مشاريعهم، منذ تأطير الفكرة إلى حين صياغة ملف طلب التمويل، مرورا بتكوينات في مجال إنشاء المقاولات و صياغة مخطط الأعمال و استكمال الاجراءات الإدارية لخلق المقاولة.
ويتوخى البرنامج مواكبة 500 حامل وحاملة مشروع في أفق سنة 2021، و تمويل 70 في المائة من المشاريع التي تمت مواكبتها في العمالات و الأقاليم، وتنظيم تظاهرات حول موضوع إنشاء المقاولات بالجهة.
ويتميز برنامج “إنعاش” باتخاذ منهجية استباقية تندرج تماما في اطار التوجهات الكبرى للمخطط الوطني للنهوض بالتشغيل الذي أطلقته وزارة الشغل والادماج المهني بمعية شركائها، والتي تضمنت اهتماما خاصا بالتشغيل الذاتي والتشجيع على المبادرة الحرة وإنشاء المقاولات الصغرى والمتوسطة من خلال حكامة جيدة لسوق الشغل ووضع منظومات جهوية لريادة الأعمال تعتمد على الانخراط الجهوي لجميع الفاعلين الترابيين.
يشار إلى أن برنامج “إنطلاقة”، الذي تم إنشاؤه بتوجيهات ملكية، يروم مواكبة الشباب حاملي المشاريع، خاصة في مجال المواكبة و الدعم من طرف فاعلين متكاملين على المستوى الجهوي.
وستسهر لجنة تتبع برنامج “إنتعاش”، من خلال هذا البرنامج، على موافقة مقتضياته لأهداف برنامج “إنطلاقة” لضمان استفادة حاملي المشاريع وكذلك الشركات المتوسطة و الصغرى التي تشكل غالبية النسيج الاقتصادي بالجهة.
وتتعلق هذه الاتفاقية بوضع برنامج دعم متكامل ومندمج تحت مسمى “انتعاش”، يهدف إلى التنقيب عن حاملي أفكار المشاريع المحتملين ودعمهم عبر تنظيم قافلة تجوب الأقاليم المختلفة لجهة سوس ماسة للقاء هؤلاء الشباب وتحسيسهم بأهمية المبادرة الحرة وتشجيعهم على ترجمة أفكارهم إلى مشاريع حقيقية قابلة للتحقيق وقابلة للاستمرارية كذلك.
وبمقتضى هذه الاتفاقية تضع الأطراف المتعاقدة خبراتها لصالح حاملي المشاريع من خلال المساهمة، كل حسب مجال خبرته ومهامه وموارده، في تعزيز المواكبة التقنية والمالية لفائدة الشباب وترجمة أفكارهم المقاولاتية إلى مشاريع اقتصادية مستدامة.
وقد ذكر محمد أمكراز وزير الشغل والإدماج المهني في كلمة القاها نيابة عنه، سمير اجرعام، مدير التشغيل بالوزارة، بمناسبة تنظيم هذا الحفل على أن هذه الاتفاقية تؤكد إرادة جميع الأطراف المعنية في تفعيل الانتظارات الكبيرة للشباب بعد الاعلان عن برنامج “انطلاقة” برعاية ملكية وبأهداف كبرى تتجلى في خفض التفاوتات الاجتماعية والترابية ودعم بروز طبقة متوسطة فلاحية، من خلال مواكبة وتمويل المبادرة المقاولاتية الفردية والمقاولات الصغرى والمتوسطة. مبرزا أن الشراكة التي نطورها من خلال هذه المبادرة والتي تندرج في إطار دعم التشغيل الذاتي وتطوير المبادرة الحرة بجهة سوس ماسة، تعتبر لبنة أساسية في صرح تكوين منظومة جهوية رائدة، هدفها في المقام الاول تفعيل التعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة نصره الله، وتنزيل التوجهات الكبرى للبرنامج الحكومي للنهوض بالمقاولة الناشئة وجعل التشغيل الذاتي في قلب السياسات العمومية للإدماج الاقتصادي للشباب.مبرزا ان الاتفاقية المذكورة تندمج فعليا مع الجهود المبذولة من أجل الرفع بالمستوى السوسيو اقتصادي لبلادنا، لكونها فرصة سانحة لخلق شراكات واعدة بين أطراف فاعلة في مجال تطوير المبادرة الحرة ودعم روح المقاولة والرغبة في استكشاف طاقات الشباب المغربي والعمل على صقلها وتوجيهها التوجيه السليم.
كما اعرب الوزير عن متمنياته في أن تشكل هذه المبادرة نواة صلبة لمشاريع وبرامج يجب أن تعمم على جميع الجهات ومع مختلف الفاعلين المعنيين ببلادنا. فالرهان معقود على إنجاح هذه التجربة التي تتبنى مفهوما جديدا يتجلى في بناء جسور التواصل والانفتاح على إمكانيات الشباب الخلاقة ودعمها بانخراط جميع الشركاء والفاعلين بما يستجيب لحاجيات الجهة والمقاولة الناشئة بها.
وفي معرض كلمته، أكد المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار سوس-ماسة بأن برنامج “إنتعاش” يروم تسهيل استفادة الشباب من الفرص العديدة التي يتيحها برنامج “إنطلاقة”، مع الحرص على الالتزام بأهداف قابلة للقياس فيما يخص أعداد حاملي المشاريع المستفيدين و كذا المشاريع الممولة. كما أطلق نداءا من القلب لكل حاملي المشاريع و حاملي أفكار المشاريع الطموحة كي يستفيدوا من هذه القافلة الجهوية التي تتنقل عبر ربوع الجهة للالتقاء بهم و مواكبتهم.
و في نفس السياق، أكد المدير العام بالنيابة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات بأن تشجيع المبادرات المقاولاتية يدخل في صميم مهام الوكالة بحكم القانون المؤسس لها، و يعتبر اليوم توجها استراتيجيا ليس فقط لإدماج الشباب في النسيج الاقتصادي، بل كذلك للتخفيف من الٱثار السلبية التي تركتها أزمة كوفيد-19 على اقتصادنا. كما نوه كذلك بجهة سوس-ماسة التي تعرف دينامية مقاولاتية رائدة على المستوى الوطني، مؤكدا حرص الوكالة على توفير جميع الشروط الضرورية لإنجاح هذا البرنامج.
و عطفا على ذلك، أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة البنك الشعبي لإنشاء المقاولات بأن المؤسسة ستضع كافة الموارد البشرية و اللوجيستيكية في خدمة هذه الشراكة، و ذلك في إطار مقاربة استباقية تروم الاستفادة من محاور الالتقائية مع المركز الجهوي للاستثمار سوس-ماسة و الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و لكفاءات و البنك الشعبي وسط-جنوب، من أجل إنجاح إنشاء و تمويل المشاريع في إطار برنامج “إنتعاش”، و كذلك العمل على استمراريتها.
هذا وفامت الاطراف الموقعة على الاتفاقية في إطار سياسة القرب المنتهجة،ب التنقل لملاقاة حاملي المشاريع في عدد من العمالات والأقاليم بالجهة، وذلك عن طريق تنزيل عمليات مشتركة و كذلك تنشيط الوسط القروي، حيث ستقوم الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات بتسخير وكالاتها المتنقلة للقيام بقافلة جهوية ستزور مختلف أقاليم الجهة، بدءا باقليم طاطا (فم زكيد، أقا، فم الحصن و طاطا)، ابتداءا من فاتح الى 4 يونيو 2021. بعد ذلك، ستزور القافلة كلا من تزنيت (تافراوت، أنزي، اربعاء الساحل، وجان و تزنيت،) خلال الفترة الممتدة من 8 الى 12 يونيو 2021 ) وشتوكة آبت باها (ماسة، بيوكرا، وأيت باها،من 14 الى 16 يونيو 2021 ) و تارودانت (إغرم، تاليوين، أولاد برحيل و أولاد تايمة،من 17 الى 21 يونيو 2021 )ثم اختتام مسار القافلة بزيارة أكادير الكبير (التمسية، أورير، إيموزار و الدراركة،من 22 الى 25 يونيو 2021.