ناقد سينمائي ظلم شركة (أغلال) للبراوي لا يخرج عن إطار العبودية
قال فؤاد زويريق، الناقد السينمائي، إن “ما حدث للمخرج نوفل براوي يستحق التوقف والتأمل كثيرا، وليس قليلا، كما يقال، وبعدها التفكير في وقفة جادة، تكشف للمتتبع وجمهور البرامج والدراما الرمضانية مكامن الخلل، وتبرز لهم الأسباب المباشرة في تكريس الرداءة، وكذا مدى تغلل يدا الظلم والاستغلال في المجال الفني المغربي”.
وكانت شركة الإنتاج أغلال المكلفة بتنفيذ إنتاج مسلسل درب الحمام (عز المدينة)، أخبرت المخرج نوفل البراوي بالاستغناء عنه، وإسناد إخراج المسلسل إلى مخرج متعاقد مع الشركة، انتهى للتو من إخراج مسلسل أمازيغي، لفائدة القناة الأمازيغية، من إنتاج الشركة نفسها، بعد إلحاح البراوي على التزام المهنية في اختبار التقنيين والممثلين، مقابل إصرار الشركة على اقتراح أسماء مقربة أو لها مصلحة معها أو مع سماسرتها.
وأضاف الناقد السينمائي، أن “الكل، طبعا، اكتوى بنار الاستغباء، الذي يمارس عليه كل موسم رمضاني، بل أغلب من يشارك في هذه المؤامرة يعرف ما يحدث وراء الكواليس، لكن لا أحد يجرؤ على إخراج لسانه علنا، فالأغلبية يرضخون، ويخرسون حفاظا على مصالحهم”.
وأشار فؤاد زويريق إلى أن “ما حدث لنوفل البراوي يُسقط ورقة التوت عن الجميع، بما فيهم زملاءه، فظلم شركة (أغلال) لتنفيذ الإنتاج لهذا المخرج لم يخرج عن إطار العبودية، والممارسات القمعية، التي تمارسها باقي الشركات على أمثاله من الفنانين”، مضيفا، “شجاعة منه أن يخرج ليتكلم ويفضح ظلم الشركة له، ويتهمها مباشرة بعرقلة الأعمال الجادة، وفرض شروطها الجائرة، شروط لا تراعي بالمرة ظروف العمل المتوازن الصحي، القادر على خلق جودة ذات مستوى مقبول لدى المشاهد، شروط رفضها المخرج، احتراما لعمله، ولجمهوره، فطرد – رغم أنه هو صاحب المشروع، وهو من تعب في إعداده- وعوض بمخرج آخر زميل له، هذا الأخير الذي قبِل بلعب دور حقير، فيه من الخيانة الكثير وهو دور (السلطان بن عرفة)، ما حدث لنوفل البراوي لا يمسه هو وحده، بل يمس المجال برمته، وما حدث له اليوم قد يحدث لواحد آخر غدا، لذا وجب التضامن معه، ليس في حيز التعليقات على صفحته الافتراضية، كما لاحظت، بل عمليا وبشكل مادي ملموس، وعلى الفنانين الذين استقدمهم أو اقترحهم في عمله هذا قبل طرده ألا يكتفوا بعبارات المواساة، فهو لا يحتاج لمثلها كون كرامته مازالت حية لم تمت بعد، وهي من دفعته دفعا للوقوف في وجه طغاة الفن وفضح ألاعيبهم، عبارات المواساة والشفقة هذه ستحتاجون إليها أنتم إذا لم تنسحبوا من العمل تضامنا معه، وتقفوا إلى جانبه حتى يرد له اعتباره، وإن لم تفعلوا فاعلموا أن كرامتكم في الحضيض، وتستحقون ما يحدث وسيحدث لكم”.
وكان المخرج الشاب نوفل البراوي رفض، في سابقة هي الأولى من نوعها، المشاركة في النصب على المتفرج، وإخراج مسلسل من تلك المسلسلات التلفزية التي تعرض على القنوات التلفزية، في شهر رمضان، وتستهزئ من المغاربة.
وكشف نوفل البراوي، خريج المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، أنه رفض العمل “طالب معاشو”، وقال، في تدوينة على الفيسبوك،
تبعا لقرار صاحب شركة أغلال القاضي بمنعي من إخراج مسلسل درب الحمام (عز المدينة) الذي كنت حامل مشروعه، والذي اقترحته عليه؛ واشتغلت فيه منذ بداية تحضير ملفه، إلى غاية اختيار ممثليه. والذي أرغمت على التخلي عنه، لأني طلبت، فقط، الاشتغال في ظروف عادية. وليس ظروف (طالب معاشو) المرغم على قبول كل الشروط والأوامر دون حق في المناقشة أو القرار. أجدني مضطرا للاعتذار..”.