أبدع مشهدا مذهلا ومرعبا للتفجير النووي..تألق فيلم”أوبنهايمر”عن الرجل الذي أطلق مارد الذرة ومات حسرة+فيديو
وكان اوبنهايمر، على موعد مع التاريخ، بل إن التاريخ تغير من اللحظة التى أعلن فيها عن نجاح تجربته فى تصنيع قنبلة نوية، وكان على صواب فى ملاحظته بأن التاريخ غير وجهته فى سنة 1945، لا يمكن أبدا أن تخاض حرب عظمى من جديد بأسلوب الحرب العالمية الثانية.
اقتبس الفيلم من كتاب “بروميثيوس الأميركي” للمؤلفين كاي بيرد ومارتن ج. شيروين المتوج بجائزة “بوليتزر” عن سيرة روبرت أوبنهايمر، وهو من بطولة كيليان مورفي (في دور أوبنهايمر) وروبرت داوني جونيور (الأدميرال لويس شتراوس) ومات ديمون (الجنرال ليزلي غروفز) وإيميلي بلانت ورامي مالك وفلورنس بيو، وغيرهم.
صمم المخرج كريستوفر نولان مشهدا مذهلا ومرعبا للتفجير النووي، فقد شق ضوء ساطع ظلمة صحراء نيومكسيكو، وأصيب المراقبون بعمى موقت رغم الواقيات الزجاجية المعتمة التي كانوا يضعونها، وأطاحت موجة الانفجار ببعضهم وهم على بعد آمن من مركز التفجير، وارتفعت فقاعة مهيبة بألسنة اللهب في عنان السماء.
العارف بأفلام المخرج نولان لن يصاب بالدهول أو وقع المفاجأة، بجودة وكمية التنقل والتداخل بين الأزمنة والأمكنة كفيلم tenet و Memento ، فكل مخرج له علامته الخاصة.
إن فيلم أوبنهايمر المقتبس من كتاب السيرة الذاتية الحاصل على جائزة «بوليتزر» المرموقة بروميثيوس الأمريكي الذي ألفه الكاتبان كاي بيرد ومارتن ج. شيروين يمتد لثلاث ساعات يتنقل المخرج بين أزمنة حددها في ثلاث مسارات لأوبنهايمر الذي يلعب دوره الممثل كيليان مورفي ، الذي أبدع طوال القصة.
يتميز الفيلم بكونه خال من المؤثرات البصرية ، إذ أن كل الانفجارات التي ظهرت هي انفجارات حقيقية. فضلاالى أن هوس نولان بتقنيات التصوير لخدمة رؤيته لذلك استخدم كاميرات imax للحصول على لقطات مقربة وتوفر هذه الكاميرات دقة تسجيل مذهلة.
أشا نقاد ومتتبعين للسينما، أن الدقة الأفقية تصل إلى 18,000 بكسل، مما يعني أنها تستطيع تسجيل تفاصيل دقيقة جدًا. وهذا يترجم إلى صورة واضحة جدًا وحادة تحتوي على تفاصيل دقيقة وعميقة..
يقول المصور السينمائي Hoy Te van Hoytema ، وفق الموقع، “7 أنفو “، “لا يمكنك أبدًا وضع الكاميرا الخاصة بك أقرب ما تريد من موضوعك من أجل الحصول على الصورة المقربة”. “لذلك بدأنا في بناء العدسات التي منحتنا تلك الإمكانية التقنية للاقتراب كثيرًا.” وهذه أبرز ما تتمتع به هذه التقنية.
“بعض الناس الذين شاهدوا فيلمي “أوبنهايمر” غادروا صالة السينما وهم محطمين تماماً، ولم يستطيعوا الكلام، وذلك بسبب الخوف الموجود في التاريخ وفي كل شيء حولنا.
لكن حب الشخصيات والإعجاب بالعلاقات التي بينها كان قوياً” يقول كريستوفر نولان. وعبر كاتب سيناريو taxi driver بول شرايدر عبر تغريدة على الفايسبوك مرفقة بصورة مع المخرج نولان كاتبا “أوبنهايمر أفضل وأهم فيلم في هذا القرن. إذا شاهدت فيلمًا واحدًا في دور السينما هذا العام ، فينبغي أن يكون أوبنهايمر. أنا لست من جماعة نولان، ولكن هذا الشخص ستنخلع أبواب الصالات من شدة الإقبال على فيلمه “.
لم يجلب أوبنهايمر الخير والمعرفة والسعادة (تجسيد النار في أسطورة بروميثيوس) بل أداة دمار شامل، ولم يكن عقابه فقط يكمن في تعذيب الضمير، بل تجسد أيضا في تهمة الخيانة التي وصمته، وملاحقات مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) والمحاكمة المطولة بتهمة تسريب أسرار نووية للاتحاد السوفياتي على خلفيته اليسارية، وانتمائه وزوجته وأصدقائه للحزب الشيوعي والأنشطة النقابية التي كان يدعمها.
في عام 1963، يتسلم أوبنهايمر جائزة إنريكو فيرمي من الرئيس ليندون بي. جونسون كإشارة منه لإعادة تأهيله سياسيًا.
يُكشَف أن محادثته السابقة مع أينشتاين كانت ليست حول ستراوس، وإنما حول التداعيات البعيدة المنتظرة للأسلحة النووية.
يتساءل أوبنهايمر ما إذا كان اختبار ترينيتي – والذي كان في حد ذاته إبداعه إلى حد كبير – بدأ “تفاعلًا متسلسلًا” من الأحداث قد يؤدي إلى نهاية العالم بالكامل.
في البداية كان مبتهجا بالإنجاز العلمي الأبرز في التاريخ، لكن في الأيام التالية يروي أصدقاؤه أنه أصبح شديد الاكتئاب، وكان يردد أحيانا بصوت عال: “هؤلاء الفقراء الصغار، هؤلاء الفقراء الصغار”، في إشارة إلى الضحايا اليابانيين والأهوال التي تسببت بها القنبلتان.
أخيرا، يشار، أن، “أوبنهايمر” هو فيلم نولان الـ12 في مسيرته الإخراجية والأول له الذي يروي سيرة ذاتية، وقالت دونا لانغلي رئيسة شركة الإنتاج “يونيفرسال بيكتشرز” في بيان عقب الإعلان عن إصدار الفيلم “لقد حطمت أفلام كريستوفر نولان وإيما توماس (منتجة الفيلم) حدود ما يمكن أن تحققه الأفلام السينمائية، ويسعدنا العمل جنبا إلى جنب معهم في هذا المشروع الاستثنائي ونشعر بالامتنان لشغفهم المشترك”.
المصدر: مواقع الكترونية ووكالات