الرئسيةسياسة

هجرة 15 شتنبر..حين سلط مجلس الشامي الضوء على ما وصفوا ب”NEET” بلا شغل ولا تكوين ولا مدرسة وقدروا ب1.5 مليـون

وثقت أشرطة فيديو مواجهات عنيفة  حدثت حتى ساعة متأخرة من أمس الأحد وصباح اليوم الاثنين، حيث تدور  هذه المواجهات بالقرب من  سبتة المحتلة، ويجري رشق الحجارة بشكل جماعي ضد المركبات وقوات الأمن، غير أن  هذه الأخيرة ترد باستخدام معدات مكافحة الشغب ومنها خراطيم المياه، بغاية تفريق القاصريين وخاصة بحي سيرميكا. 

وتحدثت مصادر إعلامية محلية من عين المكان، أن عمليات كر  وفر بين رجال الأمن والقاصرين على وجه التحديد فضلا عن شباب من مناطق وأقاليم مغربية مختلفة، تحدث في أزقة وشوارع مدينة الفنيدق، فيما أشارت مصادر رسمية مصادر رسمية تسجيل العديد من الإصابات في صفوف الطرفين معا.

وقالت المصادر ذاته، إنه يوجد إصرار من طرف اليافعين وجموع الشباب القادمين من الراشيدية وبنكرير و خنيفرة وغيرها من ما يعرف بمدن المغرب المنسي.

و قضى رجال الأمن الليلة الماضية في مطاردة المهاجرين وتوقيفهم قبل ترحيلهم إلى مدنهم البعيدة؛ حيث جرى ترحيل آلاف الشباب والقاصرين، الذين جاؤوا إلى مدينة الفنيدق استجابة للنداءات المحرضة  على الهجرة غير النظامية واقتحام مدينة سبتة أمس الأحد 15 شتنبر.

الصور والفيديوهات القادمة من هناك، تظهر خاصة مراهقين وهم يرددون “سبتة سبتة”، تظهرهم وكأنه بات بالنسبة لهم طوق النجاة هو الوصول إلى سبتة، ومنها العبور للضفة الأخرى.

 

شباب لايشتغلون، ليسوا بالمدرسة،: ولا يتابعون أي تكوين ”NEET” أي آفاق للاندماج  الاقتصادي والاجتماعي؟

يشار في هذا الصدد، أنه وخلال  دورتهــا العاديــة رقــم 152 المنعقــدة بتاريــخ 30 نونبــر 2023، كانت صادقــت الجمعيــة العامــة للمجلــس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بالأغلبية  علــى رأي تحــت عنــوان “شـباب لا يشـتغلون، ليسـوا بالمدرسـة، ولايتابعـون أي تكويـن “NEET”: أي آفـاق لإلدمـاج االقتصـادي واالجتماعـي ؟”.

أورد تقرير المجلس انطلاق من إفادة مؤشـرات المندوبيـة السـامية للتخطيـط برسـم سـنة 2022، أنـه يوجـد واحـد مـن بيـن كل أربعـة شـباب، ُممن تتـراوح أعمارهـم بيـن 15 و24 سـنة، أنهم في وضعيـة »NEET»، أي مـا يعـادل 1.5 مليـون فـرد. وهي ظاهـرة تبرز بوضوح، محدوديـة السياسـات العموميـة الراميـة لتحقيـق الإندماج االجتماعـي والاقتصادي للشـباب عمومـا، ولاسيما بالنسـبة لهـذه الفئـة الهشـة، وغالبـا مـا ينضـاف لهـذه الهشاشـة مجموعـة مـن العوامـل المتداخلـة التـي قـد تطـرأ خلال مختلـف مراحـل حيـاة الشـباب، ممـا يزيـد مـن حـدة و تعقيـد ظاهـرة شـبابNEET وفـي هـذا الصـدد، يمكـن الوقـوف عنـد ثلاثة انقطاعـات حاسـمة ، يضيف تقرير الهيئة الرسمية المغربية، المجلس الاقتصادي.

تحدث المجلس في هذا التقرير، بخصوص هذه الانقطاعات الثلاثة، بأن أولها الهدر المدرسي ما بين مرحلة التعليم الثانوي الإعدادي والتعليم الثانوي التأهيلي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 331.000 تلميذ يغادرون المدرسة سنوياً لأسباب متعددة من أهمها “الرسوب المدرسي والصعوبات المرتبطة بالوصول إلى المؤسسات التعليمية، لاسيما في الوسط القروي”، فضلاً عن نقص في عروض التكوين المهني.

يتعلـق الثانـي بالانتقال مـن الحيـاة الدراسـية إلـى سـوق الشـغل، حيـث يصطـدم الباحثـون عـن أول فرصـة شـغل، أي 6 مـن أصـل 10 شـباب عاطليـن، بالعديـد مـن الإكراهات قـد تصـل حـد الإحباط. و قـد يعزى هــذا الوضــع إلــى عــدم ملاءمة التكويــن مــع متطلبــات ســوق الشــغل، بالإضافة  إلــى الفعاليــة المحــدودة لخدمــات الوسـاطة فــي مجـال التشـغيل. وتتأثــر النسـاء بشــكل خــاص بعوامــل أخــرى مثـل التمييـز بيــن الجنسـين و ضغـط الأعباء المنزليـة، لاسيما و أنهـن يشـكلن النسـبة األكبـر فـي فئـة NEET، فيما يتعلـق الانقطاع  الثالـث بالانتقال بيـن وظيفتيـن نتيجـة فقـدان الشـباب لوظائفهـم أو توقفهـم طواعيـة عـن العمـل بحثـا عـن فـرص أفضـل. فإلى  جانـب الاسباب، يضيف التقرير، العرضانيـة المرتبطـة بتقلبـات الظرفيـة، وهشاشة النسيج المقاولاتي، قد يعزى انقطـاع المسـار المهنـي للشـباب إلـى عوامـل مرتبطـة بعـدم احتـرام شـروط الشغل اللائق، ناهيـك عـن تدنـي مسـتويات الأجور بالمقارنـة مـع “بروفايالتهـم” و كفاءاتهـم.

في هذا الإطار، يقدم  المجلس الاقتصادي الاجتماعي البيئي توصيات تهم تبني مقاربة دامجة ترتكز على خمسة محاور أساسية، يتعلق محورها  الأول بتعزيز قدرات رصد وتتبع شباب NEET والفئات الهشة من الشباب من خلال إنشاء نظام معلوماتي وطني ذي امتداد جهوي لرصدهم وتتبع مساراتهم، يضم معطيات متقاطعة من مصادر متعددة مثل السجل الاجتماعي الموحد، وإحصائيات مستمدة من القطاعات المعنية وغيرها.

فيما، يهـدف المحـور الثانـي إلـى وضـع تدابيـر وقائيـة تفاديـا لوقـوع فئـات جديـدة مـن الشـباب فـي وضعيـةNEET. وفـي هـذا الصـدد، يوصـي المجلـس بمـا يلـي: ضمـان فعليـة إلزاميـة التعليـم حتـى سـن السادسـة عشـرة، و اقتـراح التدابيـر الضروريـة للتأهيـل و إعـادة الإدماج، مـع تعزيـز دور الأسر  والأطراف المعنيـة علـى المسـتوى المحلـي؛ تعميـم المـدارس الجماعاتيـة فـي العالـم القـروي، مـع تحسـين مسـتوى تجهيزهـا بالمرافـق الضروريـة و توسـيع نطـاق خدمـة النقـل المدرسـي ؛ تعزيــز العــرض العمومــي في التكويــن المهنــي بالمناطــق القرويــة، مــع ملاءمة التخصصــات مــع الاحتياجات الخاصــة بــكل جهــة و بــكل مجــال ترابــي.

أما المحور الثالث فيتوخى، حسب رأي المجلس، إرساء منظومة موسعة لاستقبال وتوجيه هؤلاء الشباب نحو حلول ملائمة لوضعياتهم المختلفة عبر “تطوير شبكة مكثفة من بنيات الاستقبال والاستماع والتوجيه، تُغطي كل الجماعات الترابية وتخضع لميثاق موحد يُحدد أدوار وأنشطة ومسؤوليات مختلف الفاعلين المعنيين”، في حين وفق التقرير، يستهدف المحور الرابع تحسين خدمات وبرامج إدماجهم من حيث الجودة و الفعالية، ويشمل ذلك بالأساس تحسين جودة وفعالية الخدمات الموجهة لإدماج الشباب في سوق الشغل، وتوفير مواكبة ملائمة لوضعية وحاجيات شباب NEET من أجل الرفع من قدراتهم المهنية وقابليتهم للتشغيل، وذلك من خلال إرساء إطار تعاقدي يتلاءم مع القطاع الخاص أو القطاع الثالث.

هذا، وكان،أشار رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أحمد رضى شامي، خلال تقديمه لمخرجات رأي المجلس في 8 أبريل 2024، لمخرجات رأي المجلس، إلى أن عدد هذه الفئة يُصبح 4,3 مليون شاب إذا تمّ توسيع الفئة العمرية لتشمل من هم بين 15 و35 سنة.

وحذر شامي من مخاطر استمرار هذه الظاهرة، مُشيرًا إلى أنها تُسبّب الإقصاء والشعور بالإحباط، وقد تدفع الشباب إلى التفكير في الهجرة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى