الجيش الإسرائيلي يستهدف مواقع “يونيفيل” ويقابل التنديد الدولي بالمطالبة بنقل القوة
أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، أمس، أن القوات الإسرائيلية استهدفت، مواقع يتمركز فيها أفرادها في لبنان، الأمر الذي لاقى تنديداً دولياً خاصة من الدول الأوروبية المساهمة في القوة الأممية، في حين دعت إسرائيل القوة الأممية إلى نقل قواتها شمالاً.
فقد ذكرت “اليونيفيل” أن اثنين من أفراد قوتها لحفظ السلام أُصيبا عندما سقطا من برج مراقبة طالته نيران دبابة إسرائيلية داخل المقر الرئيسي للقوة في الناقورة. وقال مصدر من الأمم المتحدة إنه لم تقع إصابات في الموقعين الآخرين.
وأضافت في بيان “أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام هو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي”، موضحة أنها تتابع الأمر مع الجيش الإسرائيلي.
ولفتت إلى أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار على موقع للأمم المتحدة في رأس الناقورة “فأصابوا مدخل المخبأ الذي كانت تحتمي به قوات حفظ السلام، وألحقوا أضرارا بالمركبات ونظام الاتصالات”.
وأكدت “أن طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي شوهدت وهي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل القبو”.
وتشكلت قوة اليونيفيل لحفظ السلام في لبنان عام 1978 وتوسعت بعد حرب عام 2006 بين إسرائيل وجماعة حزب الله. وتعد فرنسا وإيطاليا وإندونيسيا وماليزيا وغانا من الدول الرئيسية المساهمة فيها.
ونددت دول مساهمة في القوة الأممية، بالقصف الإسرائيلي.
ورأى وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو أنّ “الأعمال العدائية المتكررة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد مقر اليونيفيل يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وتمثّل بالتأكيد انتهاكات خطرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي”.
وأضاف الوزير “طلبنا إيضاحات بشأن الحوادث التي وقعت”.
وأشار وزير الدفاع الإيطالي في بيان الى أنه تواصل مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت “للاحتجاج وتذكيره أن ما يحدث قرب القواعد الإيطالية لليونيفيل في جنوب لبنان (…) أمر غير مقبول للحكومة الإيطالية”.
ورأت وزارة الخارجية الإسبانية أن إطلاق النار “انتهاك خطير للقانون الدولي”، مطالبة الدولة العبرية “بضمان” أمن القبعات الزرق.
وقالت في بيان إنّ “الهجمات ضدّ عمليات حفظ السلام” تمثّل “انتهاكاً خطراً للقانون الإنساني الدولي”.
كما ندّدت إيرلندا التي تشارك بنحو 370 جنديا في البعثة الأممية، بإجراء “متهور” تجاه اليونفيل.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي سايمون هاريس إنّ “أي إطلاق نار في محيط قوات أو مرافق اليونيفيل أمر متهور ويجب وقفه”.
بدورها، قالت الخارجية الفرنسية في بيان “ننتظر إيضاحات من السلطات الإسرائيلية”، مشددة على أنّ “حماية القبعات الزرق واجب على كل الأطراف في نزاع”، مُدينةً “أيّ تعدٍّ على سلامة قوة اليونيفيل”.
وتعتزم باريس وروما عقد اجتماع للدول الأوروبية الأربع المساهمة في اليونيفيل، وهي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإيرلندا، وفق ما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية أمس.
وسيعقد الاجتماع عبر تقنية الفيديو الأسبوع المقبل في موعد لم يتمّ تحديده بعد، وتقرّر خلال اتصال هاتفي بين وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو ووزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو.
لكن في نيويورك، قال داني دانون مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل توصي بنقل قوة اليونيفيل شمالا.
وقال المبعوث إن إسرائيل توصي “بانتقال قوات اليونيفيل مسافة خمسة كيلومترات شمالا لتجنب الخطر مع تصاعد القتال”.
بينما زعم الجيش الإسرائيلي أن قوة المراقبين التابعة للأمم المتحدة رفضت طلباً إسرائيلياً بإجلاء جنودها من مواقعهم في جنوب لبنان القريبة من الحدود مع إسرائيل.
وقال مسؤولون إسرائيليون لموقع “واللا” العبري ان الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية اتصلوا بقادة اليونيفيل وجناح قوات حفظ السلام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وطلبوا إجلاء قوات اليونيفيل إلى مسافة خمسة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل ورفضت قوات اليونيفيل الطلب.