الرئسيةحول العالمميديا وإعلام

جاءتها المفاجأة من أمريكا..إسرائيل خارج السياق!

عن “هارتس” وترجمة “الأيام الفلسطنية”

حصل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، على مفاجأة أخرى من مدرسة أجندة «أميركا أولا». حسب الرؤية التي تقول بأن ما لا يحدث في بث حي ومباشر كأنه لم يحدث أبداً، أعلن الرئيس الأميركي ترامب بأنه سيوقف الهجوم الأميركي ضد الحوثيين مقابل تعهدهم بـ «عدم مهاجمة السفن» في البحر الأحمر.

في الواقع يوجد لإسرائيل فائدة من عدم مهاجمة السفن، لأن الإرساليات الى البلاد ارتفعت أسعارها كثيرا بسبب خوف السفن من العبور في قناة السويس.

ولكن يجب ألا يكون المرء خبيراً في شؤون الشرق الأوسط من أجل أن يلاحظ بأن هجمات الحوثيين الجوية على إسرائيل غابت من الإعلان الأميركي.

تفاجؤوا في القدس، أول من أمس، من الاعلان الأميركي بالتراجع عن الهجوم بدون أن تشمل الصفقة اليمنية أيضا إسرائيل، بالتحديد في الوقت الذي تدفع فيه ثمنا اقتصاديا باهظا يتمثل في الغاء الرحلات الجوية الى المطار الدولي الوحيد فيها.

إعلان فاجأ إسرائيل

أكد المتحدث غير الرسمي باسم رئيس الحكومة، يعقوب بردوغو، أول من أمس، في إحاطة تم بثها في النشرة الرئيسية في القناة 14، على أن الإعلان وبحق فاجأ إسرائيل، وأنه لم يتم تنسيقه معها.

ظهر ترامب متلهفاً من أجل الإعلان عن إنجازات إزاء ضائقته في الجبهة الداخلية وأزمة الجمارك التي جلبها لنفسه. وحتى لو كان 99.9 في المئة من الأميركيين لا يعرفون مكان اليمن على الخارطة فانه يمكن بيعهم نجاحا.

الآن بقيت إسرائيل وحدها مع العلكة الحوثية التي التصقت بحذائها ولا تريد النزول، ولا يهم ما يحاولون فعله. ولكن هذا فقط تمهيد لما سيأتي، أحداث الأسبوع القادم، عند الزيارة التاريخية لترامب في الشرق الأوسط ووصوله الدوحة وأبو ظبي والرياض.

لم يصل أي رئيس أميركي الى قطر منذ بوش الأب في 2003، ولم يتواجد أي رئيس أميركي في أبو ظبي منذ العام 2008. يدرك نتنياهو كم هو سيئ أن يظهر بأن ترامب موجود في المنطقة ويذهب الى «دولة معادية» مثل قطر، التي لم تقرر بعد هل هي في جانب الحضارة أو في جانب «برابرة حماس»، ويقفز عن إسرائيل.

في الفترة الأخيرة يبذل نتنياهو جهوداً كبيرة من اجل أن يهبط ترامب هنا، ليس فقط من أجل مقابلة رمزية تلمح بأن إسرائيل ما زالت ذات صلة. حتى أول من أمس لا ينوي ترامب الوصول إلا اذا كانت هناك انعطافة سياسية حقيقية في المجال الغزي، التي تؤدي الى انعطافة في المجال السعودي.

في المؤتمر الصحافي الذي عقده، أول من أمس، مع رئيس حكومة كندا، مارك كارني، اعلن ترامب بأنه قبل زيارته سيكون هناك اعلان دراماتيكي لا يعرف أي أحد طبيعته.

أيضا في إسرائيل لا يوجد لأي أحد فكرة عما يريده. يجب التذكر بأن الامر يتعلق بمخادع في تعريفه، من النوع الذي يعلن أولاً بأنه يبني البرج الجديد وبعد ذلك يذهب الى البلدية ويقول: «أنا بعت شققا للناس، أعطوني الرخصة».

في القدس يخافون من أن الامر يتعلق بتصريح حول تفاهمات أولية مع ايران قبل الاتفاق النووي سلاح نووي، «الذي سيجلب السلام للشرق الأوسط»

. إسرائيل خائبة الأمل لأنها خارج المفاوضات مع ايران بالشرق الأوسط ، لكن يبدو أن ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لا ينويان السماح لنتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بانهاكهما في تفاصيل صغيرة، ستطيل التوصل الى الاتفاق الى ما لا نهاية. من ناحية الإدارة الأميركية فان قوة ترامب تم توضيحها، والايرانيون لن يتجرؤوا على اللعب معه والسعي الى الحصول على القنبلة من خلف ظهره.

مصر تضع على طاولة حماس اقتراحا تلو الآخر، في هذه الاثناء بدون أي نجاح حقيقي. في قطر يجرون الاتصالات الخاصة بهم مع الأميركيين، حيث التفاصيل الصغيرة فيها أنا لا اعرفها. الفكرة هي كاتالي: ترامب سيضع على الطاولة اقتراحا بدعم تحالف من دول النفط والغاز، السعودية واتحاد الإمارات وقطر.

الاقتراح يمكن أن يقدم حلا لموضوع المخطوفين، وحلاً إنسانياً لسكان غزة، واسساً متفق عليها للمفاوضات من اجل انهاء الحرب، التي تشمل انسحاب إسرائيل وإبعاد حماس عن الحكم.

هذا تكتيك معروف في دبلوماسية ترامب، اظهار الخلافات علناً من خلال الاعتقاد بأن الرأي العام في الداخل سيهزم الزعيم الرافض.

الاقتراح يمكن أن يكون «الاقتراح الأخير» الذي سيتم اقتراحه على «حماس»، الذي اذا لم توافق عليه فان الجيش الإسرائيلي سيدخل غزة بكل قوة، الى درجة أن لا يبقي أي بيت قائما.

يمكن أن يصل ديرمر الى واشنطن لإجراء لقاءات حول هذا الأمر في البيت الأبيض، على أمل التوصل الى اتفاق متبلور، بدلا من فرض الخطة على نتنياهو بشكل مفاجئ في اللحظة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى