الرئسيةصحةمنوعات

الأرق..المرض الصامت الذي لا ينام

في وقت يُفترض فيه أن يكون الليل مساحة للراحة وتجديد الطاقة، يعاني عدد متزايد من المغاربة من صعوبات في النوم، تُحوّل هذا الوقت إلى لحظة قلق وسهر بدل الطمأنينة والسكينة. وتشير تقارير طبية إلى أن ما بين 30 و40 في المئة من البالغين يشتكون من اضطرابات النوم، وعلى رأسها الأرق، لأسباب مختلفة تشمل التوتر والضغوط المهنية، اختلال نمط الحياة، وكثرة التعرض للشاشات.

في هذا السياق، توضح الدكتورة لطيفة حضران، أخصائية في طب الأعصاب وأمراض الدماغ، أن الأرق ليس مجرد اضطراب عابر، بل يُعد خللًا في التوازن العصبي والنفسي، وقد يُفضي إلى مضاعفات صحية خطيرة، من بينها اضطرابات القلق، الاكتئاب، ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في الذاكرة والتركيز. وتضيف أن “الأرق المزمن يُضعف الجهاز العصبي ويُنهك المناعة، كما يؤثر سلبًا على جودة الحياة، ويُقلل من القدرة الإنتاجية والتركيز الذهني.”

لا يزال كثيرون يُقلّلون من أهمية النوم الكافي

ورغم هذه التحذيرات، لا يزال كثيرون يُقلّلون من أهمية النوم الكافي، ويلجؤون إلى تناول المهدئات أو المنومات دون استشارة طبية، ما قد يُفاقم الوضع ويُسبب تبعية دوائية واضطرابات إضافية.

وتؤكد الدكتورة حضران أن “العلاج الفعال للأرق لا يكون بالأدوية فقط، بل يبدأ بتشخيص دقيق لحالة المريض، ومراجعة نمط عيشه، مع إمكانية اللجوء للعلاج السلوكي المعرفي، الذي أثبت فعاليته في حالات كثيرة.”

في غياب وعي جماعي بخطورة اضطرابات النوم، يظل الأرق واحدًا من “الأمراض الصامتة” التي تنخر الجسد وتُربك التوازن النفسي، في وقت لم يعد فيه النوم رفاهية، بل حاجة بيولوجية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى