الرئسيةحوادثمجتمع

ميدلت..جمعية حقوقية تشكك في رواية انتحار راعي الغنم

بقلم: بثينة المكودي

ما تزال وفاة الطفل القاصر “محمد.ز”، راعي الغنم بمنطقة أغبالو إسرْدان بإقليم ميدلت، تثير الكثير من التساؤلات والغضب، وسط تشكيك متزايد في الرواية الأولية التي تحدثت عن “انتحار”، والتي لم تقنع فاعلين حقوقيين محليين، على رأسهم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بومية.

وفي بلاغ لها، عبّرت الجمعية عن استغرابها من الصمت الرسمي المحيط بالقضية، مشيرة إلى أن المعطيات التي استقتها من محيط الضحية تضع فرضية الانتحار موضع شك، وتدفع في اتجاه احتمال وجود جريمة قتل تمت تغطيتها بشكل متعمد. واعتبرت أن طريقة العثور على الجثة، ومكان الحادث، والعلامات الظاهرة على جسد الضحية، لا تنسجم مع سيناريو الانتحار المعلن عنه، بل توحي بوجود محاولة تمويه على “جريمة مقنعة”، على حد تعبيرها.

وجود تضارب كبير في التصريحات الرسمية والشعبية

وأضاف فرع الجمعية أنه قام بتجميع شهادات من سكان المنطقة وأقارب الطفل، ووقف على وجود تضارب كبير في التصريحات الرسمية والشعبية، ما يعزز ضرورة فتح تحقيق قضائي مستقل وشامل، يأخذ بعين الاعتبار نتائج التشريح الطبي، ويُراعي كل الملابسات المرتبطة بالقضية، بدءًا من مكان العثور على الجثة، وصولًا إلى ظروف حياة الطفل ووضعيته الاجتماعية.

كما شددت الجمعية على أن هذه الحادثة لا يمكن فصلها عن واقع الهشاشة والإقصاء الذي تعيشه مناطق كثيرة في المغرب العميق، حيث يُترك الأطفال في عزلة وتهميش، ويواجهون ظروفًا صعبة دون أي حماية فعلية من المؤسسات.

مطالبات بالكشف عن نتائج التشريح الطبي وإصدار بلاغ رسمي

وفيما التزمت النيابة العامة الصمت إلى حدود اليوم، تتواصل المطالب بالكشف عن نتائج التشريح الطبي وإصدار بلاغ رسمي يوضح حقيقة ما جرى، خاصة أن الرأي العام المحلي والوطني صار يتابع هذه القضية باهتمام متزايد، ويطالب بكشف الحقيقة كاملة، ومعاقبة أي جهة تورطت في الجريمة أو في التستر عليها.

تبقى الأسئلة معلقة إلى حين صدور نتائج التحقيق الرسمي: هل نحن أمام انتحار مأساوي لطفل صغير، أم أن الحقيقة أعمق وأخطر مما يُقال؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى