
قال الفاعل السياسي محمد الأشعري، إن الانتخابات في المغرب، ونتيجة أنها تجري بأقل ما يمكن من الناخبين ومنذ سنوات، تجعل نتائجها غير مقنعة، وغير فعالة على وجه الخصوص.
“الانتخابات القادمة ، أية جدوى ؟”
جاء ذلك، في الندوة السياسية، في حلقتها الحادية عشرة لنادي الحوار السياسي، التي نظمتها مؤسسة عبدالرحيم بوعبيد يوم الاثنين الماضي، بمشاركة محمد الساسي واخرين، و التي، تمحورت حول موضوع: “الانتخابات القادمة ، أية جدوى ؟”.
وأضاف الأشعري في افتتاح الندوة، أنه ونتيجة تدني نسبة المشاركة في الانتخابات، فإنها تجعل الناس في علاقتهم بالعملية الديمقراطية ككل علاقة عبثية، لأنهم يتسألون لأي شي تصلح هذه الانتخابات إذا كانت تخضع لترتيب مسبق لنتائجها، وترتيب للقوى السياسية، وترتيب لمؤسسات خارج التصويت في حد ذاتها.
اندلاع الاحتجاج الشبابي أظهر عدة نقط تسائلنا جميعا
وتابع المتحدث ذاته، أنه ونيتجة هذه التساؤلات جاء حدث جديد، فرض علينا جميعا أن ننظر للانتخابات بطريقة أخرى، والمتمثل في اندلاع الاحتجاج الشبابي، الذي أظهر عدة نقط تسائلنا جميعا.
وفي معرض سرده لهذه النقط التي اثارها الاحتجاج الشبابي، أشار الأشعري، إلى أن كل ما كان يثيره العديد من الفاعلين السياسيين، خلال السنوات الخمس الأخيرة على الأقل، والمتعلقة بالفساد وتضارب المصالح، وربط المال بالسياسة، والظلم الاجتماعي وغير ذلك، طفت فجأة في شكل مطالب واحتجاجات، بمعنى أنه طيلة هذه الفترة التي كانت فيها مؤسسات منبتقة عن انتخابات، كانت هذه القضايا تحت ركام من الأوراق والانتظار، ولم تكن محط اهتمام من طرف المسؤولين عن تدبير الشأن العام، حتى انفجرت فجأة ليس في المؤسسات، وليس في الوسائط النقابية والاجتماعية، ولكن في الشارع.
الأشعري: كل الذين انتجتهم الانتخابات”مشافوا ت شي حاجة جاية نهائيا”
في السياق ذاته، أكد الأشعري أن الغريب في هذا، أن كل الذين انتجتهم الانتخابات”مشافوا ت شي حاجة جاية نهائيا”، لم يتوقعوا ولم يتهيأوا أنفسهم لأزمة من هذا النوع.
وتابع الأشعري في كلمته الافتتاحية للندوة السياسية ذاتها، أنه ونتيجة ذلك، وجدنا أنفسنا أمام حكومة بكماء، وأمام صمت لم تخرج منه لمدة ثلاثة أيام، لتخرج بعد ذلك للحديث عن “الاحتجاج”، وعدم الحديث عنه في نفس الان.
من كل ذلك، يضيف الأشعري، أنه ورغم أن الانتخابات لحظة ديمقراطية، فإنها لم تسعف البلاد بمؤسسات وساطة وذات مصداقية، ولم تسعف البلاد بحكامة تأخد بعين الاعتبار ما يعتمل في المجتمع، وما يمكن أن ينفجر في كل حين.
الاحتجاجات أرجعتنا لنقاشات ماقبل 2011
في ذات السياق، اعتبر المتحدث نفسه، أن هذه الوضعية بينت إلى حد كبير، أننا أمام سؤال الانتخابات، ليس فقط كتاريخ قريب في السنة المقبلة، ولكن أمام إشكالية كبيرة تتعلق بالجدوى، إذ، يضيف الأشعري، إذا كانت الانتخابات المقبلة بنفس التوابل التي صنعت بها الانتخابات في الماضي، فما هي النتيجة التي ستجيب على هذا الوضع المستجد، والذي هو مجرد تعبير خارجي بسيط، ربما فيه أشيأ اكثر تعقيدا من القضايا الذي يطرحها، والمطالب الاجتماعية التي يطرحها، ورديفتها المطالب السياسية، والتي ترجعنا لنقاشات ما قبل 2011.
ولذلك يرى الفاعل السياسي والأديب الأشعري، أنه من الصعب الذهاب للانتخابات القادمة، دون الخوض في أسئلة تطرح نفسها من قبيل أسئلة تفعيل الدستور، أسئلة النخب السياسية، وأسئلة وضعية الأحزاب، وأسئلة فصل السلط، وغيرها من الأسئلة، والتي كان من الممكن أن نتناقش فيها في وضع “بارد”، لكننا يتابع الأشعري ككل مرة في المغرب ننتظر أن “تغلي” الأمور لنعود من جديد إلى أسئلة ما قبل الغليان.
الانتخابات القادمة في مواجهة سؤال الأمل وسؤال الخروج من المأزق
وأضاف الفاعل السياسي في المداخلة ذاتها، أنه وفي ذهابنا للانتخابات القادمة، نواجه بسؤالين، سؤال الأمل، لأن انتخابات لا تقترح أفقا جديدا على الناس محكوم عليها بأن تعيد إنتاج الماضي، ولا يمكن أن توفر إجابات على القلق العميق الذي يعيشه المجتمع اليوم.
فيما السؤال الثاني، يتعلق بكيفية الخروج من المأزق الذي وضعت فيه الدولة نفسها حينما اتجهت نحو إضعاف الحقل السياسي، وإفراغه من محنواه، ورغم أن الملك قالها في عدة مناسبات، لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين، ولا ديمقراطية بدون أحزاب فقد اتجهنا لانتخابات بدون ديمقراطية، وبدون أحزاب أو باقل ما يمكن من الأحزاب، ليضيف في السياق نفسه، أنه إذا كنا نعرف أنه وبنفس العناصر التي قادت للفشل في التجربة التي نعيشها، هي نفسها العناصر التي سنستعملها غدا في التجربة الجديدة، فماذا ننتظر؟