بمبادرة من مركز محمد بنسعيد أيت إيدر للدراسات والأبحاث، وشركائه الجزائريين من المجتمع المدني، ومن بينهم عالم السوسيولوجيا عيسى قدري والمؤرخ محمد حربي، صدر نداء مغاربي من أجل مغرب كبير متعدد كفضاء للمواطنة والعيش المشترك، ويغية تسليط الأضواء على هذه المبادرة أجرت “دابا بريس” حوار مع أحد الفاعلين الأساسيين في هذه المبادرة، مع القيادي اليساري ومؤسس مركز محمد بنسعيد، والمؤرخ مصطفى بوعزيز.
وفيما يلي نص الحوار:
هل مبادرة النداء المغاربي جاءت فقط في سياق الحراك الشعبي الجزائري، أم هو سابق عليه؟
المبادرة سابقة ومرتبطة بالعمل الذي يقوم به مركز بنسعيد ايت ايدر، من أجل إطلاق صيرورة إعادة الروح للمغرب الكبير، وإيجاد جل مغاربي لقضية الصحراء، وهي مبادرة بدأت منذ 2015، وفيها عمل مضني، وكان الهدف هو الوصول إلى مناظرة دولية كبيرة في مراكش، التي تحضرها كل الأطراف بما فيها البوليساريو والجزائر الرسمية، بهدف إيقاف التصعيد السلبي، مابين الأطراف وفتح صيرورة حوار على أساس أن قضية الصحراء، لها حلول مغاربية، وأنه بالإمكان إيجاد حلول مغاربية، لكي ننطلق في أفق المصالح المشتركة لشعوب المنطقة في اتجاه بناء استراتيجي لفضاء المواطنة والحضارة والاختلاف المنتج، إن كل هذا هو أصل المبادرة ومنطلقه.
بطبيعة الحال خلال الإعداد لهذه المناظرة الدولية، نسجت علاقات ما بين شبكة مغاربية مهمة، من المجتمع المدني، من رجالات ونساء السياسة، ومن المثقفين والفنانين، مع الأسف مناظرة مراكش أجلت نظرا لتدخل الأطراف المتعنتة، لا في الجزائر ولا في المغرب.
مجموع هذه العوامل اضطرتنا لتأجيل هذا العمل، لنبدأه بشكل جديد عبر هذا النداء، نداء المواطنة المغاربية، وأن نسلك سبل اللقاءات الصغيرة والمحدودة، و في مختلف الأماكن الممكنة، من أجل إعادة إعداد العمل، والمناظرة عوض الكيفية التي كان مخططا لها، ستصبح المناظرة اليوم حين ستعقد، بمثابة تتويج لصيرورة، ولذلك في النداء المغاربي، الخطاطة الأولى مصاغة منذ ستة أشهر قبل الحدث الجزائري، وحين أتت هذه الظرفية الجزائرية، سرعت من هذا العمل، وربطنا ما بين الاستراتيجي المتمثل في البناء المشترك للفضاء المغاربي، والفضاء التي تعمه المواطنة، وما بين الدعم المباشر والنضالي للحراك الجزائري.