
استنكرت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات بالمغرب (BDS) ما وصفته بـ”الغموض المستمر” الذي يلفّ قضية وفاة الحقوقي والناشط المناهض للتطبيع، سيون أسيدون، معتبرة أن البلاغات الصادرة عن النيابة العامة لم تقدّم بعدُ إجابات شافية حول ظروف وملابسات دخوله في غيبوبة ثم وفاته.
BDS:غياب المعطيات الدقيقة والتوضيحات الكافية
وقالت الحركة، في بلاغ لها، إن غياب المعطيات الدقيقة والتوضيحات الكافية، وعدم نشر تفريغ شامل وواضح لمحتوى كاميرات المراقبة التي تم الحديث عنها في بلاغ النيابة العامة بتاريخ 19 غشت 2025، يساهم في تكريس الضبابية بدل تبديدها. كما أشارت إلى وجود كاميرا أخرى في محيط المنزل لم يُكشف عن مضمون تسجيلاتها ولم يُشر إليها في البلاغات الرسمية.
وأضافت الحركة أن تقرير الفحص الطبي الأولي تطرّق إلى كدمات ورضوض بارزة في رأس وجسد الراحل سيون أسيدون، وهو ما يجعل، وفق تعبيرها، فرضية السقوط العرضي غير كافية لتفسير ما وقع.
وجدّدت حركة “بي.دي.إس” بالمغرب مطالبتها بالكشف الكامل عن الحقيقة، عبر الإعلان الصريح عن نتائج البحث القضائي، ونشر التقارير الطبية المفصلة ونتائج التشريح.
قضية وفاة الحقوقي والمناهض للتطبيع سيون أسيدون تعتبر واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل مؤخرا
وكان الحقوقي سيون أسيدون قد توفي يوم الجمعة 7 نونبر الجاري، بعد أسابيع من مكوثه في قسم العناية المركزة بإحدى مصحات الدار البيضاء، إثر غيبوبة تعرض لها عقب حادث داخل منزله خلال شهر غشت الماضي.
يشار في هذا الصدد، أن قضية وفاة الحقوقي والمناهض للتطبيع سيون أسيدون تعتبر واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل خلال الأشهر الأخيرة، ليس فقط بسبب الملابسات الغامضة التي رافقت حادث سقوطه المفترض داخل منزله، بل أيضاً بسبب غياب رواية رسمية مكتملة تُنهي حالة الشك التي اجتاحت الرأي العام.
إذ أن، صدور بلاغات من النيابة العامة لم يتم فيها الكشف عن محتوى تسجيلات الكاميرات أو نشر تقارير طبية مفصلة،ما فتح الباب أمام قراءات متعددة، خاصة في ظل الإشارات الأولى لتقرير الفحص الطبي الذي تحدّث عن كدمات ورضوض في جسده، وهو ما اعتبرته حركة المقاطعة (BDS) عاملاً يعزّز فرضية وجود ملابسات غير موضّحة.
خلفيات القضية تتقاطع مع المكانة الرمزية لأسيدون
فضلا عن ذلك، فإن خلفيات القضية تتقاطع مع المكانة الرمزية لأسيدون داخل الحركات المناهضة للتطبيع في المغرب، ومع حساسية النقاش العمومي حول ملفات حقوق الإنسان، ما جعل العديد من النشطاء يعبّرون عن قلقهم من غياب الشفافية الكاملة.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، انتشر نقاش قوي بين من يطالب بتحقيق مستقل وشامل ومن يدعو إلى انتظار نتائج البحث القضائي.
وفي ظل هذا الانقسام، تحاول حركة المقاطعة توجيه النقاش نحو ضرورة نشر جميع التسجيلات والتقارير، معتبرة أن الإجابة الكاملة وحدها كفيلة بإنهاء الجدل وحماية ثقة المواطنين في المؤسسات.
قضية أسيدون تتحول من مجرد حادث فرد لملف عام تتداخل فيه الرمزية السياسية وحساسية لحظة التطبيع
وبذلك تتحول قضية أسيدون من مجرد حادث فردي إلى ملف عام تتداخل فيه الرمزية السياسية وحساسية لحظة التطبيع ، ما يفسّر استمرار التفاعل الشعبي والحقوقي، وانتظار إعلان رسمي يضع حداً للتأويلات ويكشف بوضوح ما جرى فعلاً داخل ذلك المنزل في غشت الماضي.





