في علاقة مرضى السكري بشهر الصيام، تبرز مخاطر محتملة يتعين تجنبها من خلال التقيد الصارم بتوجيهات الأطباء، الذين يعرفون بشكل دقيق كيفية إرشاد المرضى من أجل التعاطي الناجع مع الشهر الفضيل، لأنهم أهل الاختصاص.
ولتوضيح سبل تجنب هذه المخاطر التي لها صلة وثيقة بالسلامة الصحية للناس، قدم الدكتور رشيد ساير المختص في أمراض السكري، إيضاحات في شكل أجوبة على أسئلة طرحتها عليه وكالة المغرب العربي للأنباء.
1 – ما هي نوعية المخاطر المحدقة بمرضى السكري خلال شهر رمضان؟
– تعرف العادات الغذائية اليومية، بحلول شهر رمضان المبارك، تغيرا، لا سيما لدى المصابين بالأمراض المزمنة، منهم على الخصوص مرضى السكري، الذين يكونون مجبرين على اتباع حمية خاصة بهدف التحكم الجيد في مستوى السكر في الدم.
فمرضى السكري يجب أن يكونوا واعين بمدى حجم المخاطر الصحية، التي قد يتسبب فيها إقدامهم على الصوم، فقد ينتج عن ذلك مضاعفات خطيرة يتوجب تفاديها وتجنب أضرارها، وذلك بفعل التغيرات التي تطرأ على النظام الغذائي اليومي المعتاد، سواء تعلق الأمر بعدد الوجبات أو توقيتها أو مكوناتها.
2 – هل هناك حالات يتم فيها السماح للمصاب بالسكري بالصيام ؟
– يتعين على المصاب بهذا الداء، والراغب في الصيام خلال هذا الشهر المبارك، احترام عدد من القواعد الضرورية المتمثلة، بالأساس، في زيارة الطبيب المشرف على العلاج من أجل تقييم وضعه الصحي، لمعرفة ما إذا كانت حالته تسمح بأداء هذا الركن من الدين الإسلامي أم لا.
كما يتعين على المريض، الذي ينوي صيام رمضان، القيام بمجموعة من الفحوصات الطبية سواء تعلق الأمر بالتحاليل من أجل قياس مستوى السكر في الدم، أو الاستشارة حول تعديل الأدوية والجرعات التي يجب تناولها، فضلا عن التأكد من اعتدال نسبة السكر في الدم خاصة قبل حلول هذا الشهر، لافتا إلى أن الصيام غير مسموح به للمسنين المصابين بالسكري (خطر نقص الماء في الجسم)، وللحوامل المصابات بهذا الداء، وكذا للأشخاص الذين لهم أمراض أو تعفنات مرافقة.
هذا إضافة إلى أنه يجب على المصاب بالسكري الصائم اتخاذ احتياطات خاصة طلية هذا الشهر الفضيل، منها تجنب انخفاض نسبة الكسر في الدم خلال النهار، وارتفاعها في الليل، فمن المهم، خلال رمضان، التمكن من تشخيص علامات ارتفاع وانخفاض نسبة السكر في الدم، بقياس نسبة الغلوكوز، والإكثار من شرب الماء وتناول وجبات متوازنة ومعتدلة.
وكذلك يتعين على المريض اتباع نظام غذائي صحي متوازن على مدى هذا الشهر، وفي حالة ظهور علامات انخفاض نسبة السكر في الدم، فلابد من التوقف عن الصيام وتناول عصير الفواكه أو قطع من السكر، علاوة على مراقبة نسبة السكر في الدم إثر الانقطاع عن الصيام، واستشارة الطبيب المباشر عند الشعور بالتعب.
3 – ما علاقة النظام الغذائي والرياضة بعملية ضبط نسبة السكر في الدم ؟
– يجب الانتباه إلى شيء مهم للغاية، وهو أن المؤشر السكري يدل على مدى تأثير الطعام على مستوى السكر في الدم، إذ كلما كان المؤشر مرتفعا، كلما كان مستوى السكر في الدم مرتفعا.
ولدا ينبغي الحد من تناول المواد الغذائية ذات المؤشر السكري المرتفع إلا في حالة نزول مستوى السكر في الدم، مع الإقبال على مواد غذائية ذات مؤشر سكري ضعيف، خاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف.
وهنا لابد من التأكيد على أهمية وجبة السحور لمرضى السكري، إذ يتعين أن تكون متوازنة وغنية وشاملة لجميع العناصر الغذائية، مع وجوب تناول الحبوب (الكربوهيدرات المعقدة) والبقوليات مثل الحمص لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين والألياف، وكذا تناول الجبن (البروتين الجيدة)، والإكثار من شرب المياه، وتناول الفواكه والخضروات.
أما ما يتعلق بالرياضة ، فمن المهم ممارسة الرياضة من أجل الحفاظ على صحة مرضى السكري وتجنب مختلف المضاعفات، إذ تساهم الرياضة في التحكم في نسبة السكر في الدم وضبط معدل الكوليسترول، شريطة أن تمارس بعد وجبة الفطور، ولهذا يجب التنبيه إلى أن ما يقوم به عدد من الناس من أنشطة رياضية قبل الإفطار قد يشكل خطرا، خاصة على مرضى السكري.
وأذكر بهذه المناسبة أن داء السكري من الأمراض المزمنة التي ترتبط بارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم (السكر في الدم). وينشأ ذلك عن عجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام ما ينتجه من أنسولين بشكل فعال.
وهو من الأمراض التي تتطلب اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي، وتجنب تعاطي التبغ، وكلها من الأمور التي يمكن أن تمنع الإصابة بالسكري من النوع الثاني أو تؤخر ظهوره.