قصة الشاب المغربي اليتيم أشرف صابر الذي فتحت أمامه “نافذة أمل” جديدة (فيديو وصور)
بعدالتدوال الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بصوره ومقاطع الفيديو الخاصة به، “نافذة أمل” جديدة تفتح أمام الشاب المغربي اليتيم أشرف صابر ، الذي حاول الدخول إلى مدينة سبتة بوقت سابق.
ولقي الفتى أشرف بعد انتشار الفيديو تضامنا كبيرا وانتشارا واسعا على وحتى خارج حدوده، وتعالت الأصوات الداعية إلى تقديم يد العون له.
وكان أشرف، البالغ من العمر حوالي 16 سنة، ظهر وهو يزيل عبوات بلاستيكية وضعها حول خصره، عندما كان يعبر مياه البحر سباحةً صوب سبتة المحتلة، وهو المشهد الذي وثقته كاميرا وسائل إعلام دولية أعادت نشر شريطه بعبارات أحزنت الكثير من القلوب. إلى ذلك فقد أشاد عدد من النشطاء بالمبادرة التي أقدم عليها الفاعل الجمعوي المعروف بفعل الخير و المبادرات المتميزة التي يقدم عليها كل مرة من أجل مساعدة الأشخاص الذين يعيشون حالة هشاشة.
و كان جلال اعويطا، رئيس مؤسسة “عطاء” الخيرية، قد أعلن اللقاء مع الشاب أشرف، مشيرا إلى أن “اللقاء بأشرف تكلل بالنجاح، وتم الاتفاق على نقاط كثيرة معه وأسرته”، وذلك بعد أن أثارت قصة الصبي المغربي الرأي العام، عندما عبر سباحة إلى سبتة المحتلة و الخاضعة للإدارة الإسبانية، وهو يحيط خصره بعدد كبير من العبوات البلاستيكية الفارغة لتفادي الغرق، لكن محاولته باءت بالفشل، لينهار باكيا وهو في مياه البحر، قبل إعادته إلى مدينة الفنيدق المحاذية لسبتة.
وكتب جلال اعويطا في “فيسبوك”: “أشرف والآلاف مثل أشرف..أشكر كل من كان سببا في هذا اللقاء بالشاب المغربي، والذي تكلل بالنجاح، وتم الاتفاق على نقاط كثيرة معه وأسرته، منها تغيير منزلهم العشوائي الضيق جدا الأسبوع المقبل، وعودة أشرف للتكوين والتحاقه بنادٍ رياضي وغيرها .. هذا عن اللقاء!”
وأضاف: “لكن سبب اللقاء هو الصورة التي هزتنا جميعا لأشرف وهو يصارع البحر بحثا عن مستقبل كريم في دولة مجاورة .. أعلم أن هناك صورا كثيرة للآلاف مثل أشرف لم تصلنا وأن هناك مشاهد لم يتم التقاطها أصلا كانت أشد وأقوى، نحن أمام واقع صعب جدا..حالته صعبة جدا .. عاش اليتم بكل معانيه منذ الصغر بحجم حرمان كبير جدا، لا أب لا أم .. حتى صارت أسمى أمانيه ملابس جديدة كبقية أبناء المغاربة، ربما قد تجد العذر لأشرف حين اختار المجازفة بحياته أمام الواقع الذي يعيشه، لكن لا عذر لنا جميعاً إن لم نستطع تغيير واقع أشرف وغيرِه من المغاربة الذين يُعانون بشكل خيالي”.
وتابع: “صدقوني .. يجب أمام هذا العجز الحكومي الحاصل أن تتضاعف جهود الجميع من أجل عمل اجتماعي تضامني قوي حتى نتجاوز الأزمات الحالية..اعتذرت لأشرف عن تقصيرنا، وأجدد اعتذاري لأمثال أشرف من الأيتام الذين لم نستطع كمجتمع كفالتهم والوقوف بجانبهم وسد حاجياتهم وتعويض حرمانهم .. سمحو لينا بزاف والله العظيم”.
هذا و كان اعويطا قد طلب المساعدة لمحاولة الوصول إلى أشرف في وقت سابق، حيث كتب على صفحته في “فيسبوك”: “شباب .. كيفاش نقدر نوصل لأشرف؟أريد مساعدته وتوفير كل الظروف له لبناء مستقبله بشكل جيّد، كل الظروف، كل الظروف .. تابعت قصته، كنتعذب ملي كنشوف صوره ومقاطعه .. مرضت والله العظيم .. اجتمع عليه اليُتم والفقر وهاذ الروينة ! شباب .. للي يقدر يوصلني ليه سأكون ممتنا له”.
جدير بالذكر أن إسبانيا كانت أعادت للمغرب أكثر من 6500 مهاجر من بين نحو ثمانية آلاف دخلوا جيب سبتة المحتلة هذا الأسبوع، إذ وصل معظم هؤلاء المهاجرين عن طريق السباحة، وآخرون على متن قوارب مطاطية.
جدير بالاشارة هنا التاكيد ان الفتى أشرف صابر كان واحد من بين الأشخاص الذين أعادتهم إسبانيا إلى المغرب، في إطار اتفاقية هجرة تم توقيعها عام 1992 بين البلدين، وتقضي بإعادة المهاجرين غير النظامين الذين استعملوا تراب أحد البلدين للوصول إلى البلد الآخر.
وأنه و بعد مرور حوالى 6 أيام من إرجاع أشرف إلى المغرب، أعلنت إحدى المؤسسات الخيرية داخل المملكة عن التكفل به وبتقديم كل الدعم اللازم والظروف التي توفر له عيشا كريما، يغنيه عن خوض مغامرة هجرة سرية من جديد.
المصدر: RT + “رويترز” وفايسبوك ووكالات