
أطلق مجموعة من المهتمين، عبر صفحة على فيسبوك “الحياة بدون غلوتين La vie SG”، هشتاغا “#السلياك_مرض_مزمن”، للتعريف بهذا المرض، الذي تزداد أعداد المصابين به بالمغرب يوما بعد يوم، بحيث يعتبر هذا المرض من الأمراض المزمنة التي تجعل المصابين به يعانون في صمت مريب، مناشدة الحكومة بأن تأخذ بعين الاعتبار وبجدية معاناة مرضى “السيلياك”، وتلبية مطالبهم بإدراج المرض ضمن قائمة الأمراض المزمنة.
قال المهتمون، في هذا الاتجاه، حسب العستاغ، بالصفحة الفيسبوكية “الحياة بدون غلوتين La vie SG”، إن قلة التوعية الصحية تجعلنا نجهل أعراضه وكيفية التعايش معه، وهذا راجع حسب الخبراء الى عدة أسباب، منها إهمال هذا النوع من المرض داخل المجتمع وعدم التوعية به، فضلا عن عدم التشخيص مبكرا، ناهيك عن عدم ادراجه ضمن الأمراض المزمنة.
وأضاف المهتمون بصفحة “الحياة بدون غلوتين La vie SG”، أن مرضى “السيلياك” يتجرعون مرارة الداء وقلة المواد، “زد على ذلك الغلاء الفاحش لأسعار هذه المواد، ويتجلى حلم هؤلاء المرضى وهم يتسوقون بوجود عبارة خال من “الغلوتين”، لكن يبدو أن الوضع أكثر تعقيدا، فشحها يزيد معاناتهم اليومية بحثا عن هذه المواد الخالية من “الغلوتين” وإنْ وجدت فأثمنتها جد مكلفة لا طاقة لأصحاب الدخل المحدود للحصول عليها”.
وفي هذا الاطار، قالت الدكتورة ماريا الشنتوف، نائبة رئيسة جمعية مرضي السيلياك، وهي بدروها مصابة بهذا المرض، خلال مرورها على برنامج إذاعي، خلال شهر رمضان، أن معانتها مع المرض على غرار باقي المصابين بهذا الداء كبيرة، بحيث يستحيل مع هذا المرض الأكل في الخارج، بالاضافة الى استحالة قبول كرم ضيافة أحدهم، ناهيك عن الحرمان من مجموعة من الأطباق المغربية خلال شهر رمضان “الشهيوات””.
وتابعت الصفحة المذكورة: “إن كليو غراما واحدا من الدقيق الخالي من “الغلوتين” يمكن أن يصل ثمنه إلى 70 درهما، وهذا مُكلِّف جدا،وليس بإمكان الإنسان المحدود الدخل مجاراة ذلك ،ناهيك على المنتجات الأخرى فهي في ارتفاع صاروخي (الشوكولا 35 درهم؛ البيسكوت 50 درهم؛ شطائر الخبز 31 درهم وغيرها من المواد التي تخص الاطفال )، وقد ظهرت مؤخرا بعض المنتوجات التي تحمل العلامة بدون غلوتين بثمن مناسب خصوصا الحليب ومشتقاته”.
في هذا الاتجاه، تساءلت الصفحة، عن ماذا قدمت الدولة لمرضى “السيلياك”؟ مبرزة في نفس الوقت ان استمرار غلاء الأسعار، وعدم توفر المنتوجات الخاصة بهذا المرض في الأسواق المغربية، تجعل الوصول إليها صعب المنال، مما يجعل مرضاه يتخلون عن التزام الحمية، وبالتالي تتدهور حالتهم الصحية، مما يترتب عنها ظهور أمراض أخرى قد تودي بحياتهم. مضيفة “فهم يعيشون حالة نفسية قاسية تجعلهم في حالة عزلة، لأنهم لا يستطيعون مشاركة الأهل والأصدقاء أطعمتهم، ويحتاجون إلى شرح ذلك وتبريره”.
وتابعت: “يعتبر هذا المرض من الأمراض التي لا دواء لها سوى الالتزام بحمية مكلفة ماديا، ترهق جيوب المرضى، ولا تحظى باهتمام المسؤولين في قطاع الصحة بالمغرب، وبالإضافة إلى ذلك، لا يتم تعويض المرضى عن التكاليف الباهضة لشراء المنتجات الغذائية، ولا تتوفر كذلك على برنامج توعوي للتعريف بهذا المرض وتقديم الدعم النفسي لهم”.
وأضافت: “من هنا ينبغي تسليط الضوء على هذه الزاوية المعتمة، والتحسيس بهذه المرض، ويجب أن يكون من اولويات أصحاب الرأي و الإختصاص، فهو مرض مزمن يمكن أن يترتب عن إهماله أمراض أخرى كظهور أورام خبيثة في الجهاز الهضمي، والغدة الدرقية، والهزال ،وداء السكري…. لهذا يجب أن تكون هناك بدائل لهذه الأطعمة الجاهزة، وتقديم حلول ووصفات وطرق لتحضير وجبات صحية منزلية أساسها دقيق الذرة والأرز”.
وشدد المصدر على أنه يجب على وزارة الصحة أن تقوم بورشات تحسيسية للتخفيف من وطأة هذا المرض المزمن، الذي يثقل كاهل الفرد والأسرة، داخل مجتمع لم يستوعب بعد حجم معاناة هؤلاء المرضى.
وخلصت صفحة “الحياة بدون غلوتين La vie SG” إلى أنه ينبغي على الحكومة الاهتمام بهذه الفئة التي تعاني وتقاسي الألم النفسي والعضوي، والعمل على تخفيض أسعار المواد، وإدراج الأدوية ضمن المنتجات الطبية التي يتم تعويضها عبر صندوق الضمان الاجتماعي.