قراءة إبداعية على نص: خط الوردة… للروائية والكاتبة السورية… جهينة العلام
الشامخات الباسقات العارفات وحدهن منبت الرجال والخانعات الجاهلات الضعيفات لن تنجبن الا العبيد
قلما يحظى نص في التنمية الإنسانية بحقه في المتابعة النقدية… والحقيقة أن جل النصوص في هذا المجال تختزل في حكم أو تجارب مختزلة، مما يجعل أي متابعة ميتا لغوية لها تغدو مجرد اختصار أو توصيف أو شرح…لكن كتاب خط الوردة للمبدعة الشيخة نورا بنت خليفة آل الشيخ جمع ببن الجمال والفلسفة والتجربة والرؤيا… فأثار الانتباه إليه أولا كنص جمالي أسلوبيا وبلاغيا… ثم كنص ذي رؤية للعالم والمرأة…وقطع مع الكتابة السطحية التقريرية في مجال التنمية… وصار ممكنا أن يستفز الآخر وينتزع حق كتابة جمالية محايثة…
وهذا النص يفتح شهية القراءة للكتاب الذي يمتع ويفحم ويبدع…
“””””””””””””””
الشامخات الباسقات العارفات وحدهن منبت الرجال، والخانعات الجاهلات الضعيفات لن تنجبن الا العبيد.
الدروب مشرعة أمام الجميع والخطوة قرار. فأيهما تودين أن تكوني جديرة تفاخرين بأمومته؟ هذا رهن بما تشعرين به في قرارة نفسك وتقيمين به ذاتك كلما كان ايمانك راسخاً بقدراتك ومعرفتك بقيمة دورك كلما كان الوصول أسهل.
تلك اللاتي تحترفن زراعة الورد، وبالبراعة ذاتها تبتكرن حضارات راسخات، كلتاهما ملكة متوجة. الأصل في العمل أن يؤدى بإتقان ومعرفة.
لا يؤخذ على الأنثى أن تشبه بالورد لكن يعاب عليها ألا تحمي كيانها وحريتها وحقيقتها بأشواك تشهرها بوجه كل من يريد سلبها حق الحياة.
هذه ليست دعوة للعنف، وليست من قبيل التحريض، بل مزهرية من خطوط وردية تضعينها تماما على طاولة صغيرة قبل باب الخروج
من باب منزلك، لتختاري منها ما يناسبك وتمضين الى الحياة.
كل بناء لا تكون المرأة منطلقة وغايته سيظل قاصرا أعرجاً لا يعول عليه في ارتقاء المجتمع، لان التقدم والرقي اما أن يكون جماعيا عاماً وعادلاً، والا فهو مجرد فقاعة ستتلاشى لاحقاً كاشفة النقاب عن مجتمع كسيح مزيف.
العيب ليس في نقص الجمال، بل في قلة الرائين، الجمال لا يختصره جسد مثير، ولا تسريحة، أو أزياء باهظة، ولا حتى أبنية شاهقة.
تلك الصورة التي تحاول الميديا تكريسها في تسليع الأنثى، وتشكيل أفكار مشوهة عبر ممارسات فردية مشبوهة ومقززة تحت مسميات مطاطة كالحرية والمساواة بالإضافة الى الكثير من التحولات الاجتماعية والسياسية والكوارث والفقر والجهل تعزز النظرة الدونية للأنثى وتساهم باستغلالها بشكل أوسع وعلني، انه تلاعب خطير لتدمير قيم نبيلة تستهدف المجتمعات غير المحصنة، أسوء ما يحدث حاليا هو الارتباك والضياع لهوية أجيال بأكملها تحت سطوة الميديا وسياساتها.
بالمقابل هناك الكثيرات التي تعملن لساعات طوال بصمت بعيدا عن الإعلانات والتريندات، وصيحات الموضة فأي خط سيكون دربك؟
لذلك فان كتاب الخط الوردي سيكون رفيق خطواتك الواثقة وابتسامة الرضا التي تزين ملامحك أيا كان العمل الذي تطمحين له.
هذا الكتاب يذَكرك:
أن تكوني رائدة في مجال الاعلام، وتقاتلين لتشقي طريقك الى سوق العمل، لا يعني تشبهك بصفات ذكورية لتثبتي لنفسك أنك تستحقين ذلك المكان الذي تشغلينه. تذكري أنك الأم التي أنجبتهم، وربتهم، وعلمتهم تضاهيهم رجولة.
يخيل للبعض ان الورود كائن ضعيف وهذا صحيح نظريا اما الاصح انها كائنات شديدة الحساسية والخصوصية تترك عطرا من الصعب تجاهله أو نكرانه.
هذا الكتاب بخطوطه الوردية دليلك الى ذاتك قبل الآخرين، يرشدك ويجيبك على الكثير من التساؤلات، ويعينك للوصول الى سوق العمل آمنة قوية واثقة
هذا الكتاب هو السائل الآمن الذي تضعين فيه باقتك الوردية تحفظينها بعيدا عن الأعراف البالية، او التنمر مع ثقتك الكاملة انها قوية بالقدر الكافي لتصير حقولا تغطي بلدا كاملا.
لا شك ان المرأة تعرضت عبر التاريخ للكثير من الظلم والاحتقار والعنف ولم تنصفها الكثير من الأعراف الاجتماعية والعادات وحتى النصوص القانونية، مما عزز تهميش دورها وتعزيز النظام الابوي والتمييز بين الجنسين، والنظرة الدونية لها على مر العصور.
الجهل كان أحد أقوى تلك الممارسات لذلك فإن القراءة على أنواعها ليست فقط هواية ولا يجب ان تكون كذلك.
انت دليل طفلك وكل أم عليها ان تفكر بالأمومة كاستحقاق استثنائي وتطوير شخصيتها لتناله بجدارة، انت مدرسته وقدوته ومثاله الأعلى. وحدك الربان الذي يوجه السفينة ويحميها من الجنوح، فهو يدرك أن الأخطار موجودة في كل زمان ومكان لذلك كانت إشارات المرور وأنظمة السلامة وإدارة الكوارث.
التحرش على سبيل المثال حالة مرضية، موجودة وشائعة جدا في كل المجتمعات باختلاف النسب والقوانين الرادعة لها
فقط تذكري دوما ان المتحرش هو معتدي تجاوز حدوده، وحاول الاعتداء على خطوطك الوردية التي اعتقادها ساذجة ساكنة، وانه يستحق العقاب لا تفكري ابدا بإلقاء اللوم على نفسك، التعامل الخاطئ مع التحرش ورد فعل الضحية والمجتمع أكثر سوءا وخطرا من التحرش نفسه.
وحده الاصغاء الجيد وضبط الاعصاب والهدوء للتفكير بالشكل السليم، وتقديم الدعم اللازم للضحية، وعدم القاء أي نوع من اللوم والمسؤولية عليها خصوصا إذا كان المتحرش قريبا.
تنبيه الانثى وخصوصا في مرحلة الطفولة وتوعيتها لمفهوم التحرش وضرورة الدفاع والرفض امر ضروري لتجنب هذا الامر
من حق الفرد سواء كان ذكرا او انثى أن يفرض على الآخرين مساحة شخصية آمنة ،لذلك فان أي قول او فعل او إشارة او ايحاء ذات مدلول جنسي تصدر من شخص بحق شخص اخر تمس ب جسده او عرضه او تخدش حياءه بأي وسيلة كانت تستوجب عقوبة رادعة.
التربية الخاطئة هي من اكثر الأسباب التي تشجع المتحرش على إيذاء الاخرين لمعرفته بالمجتمع والمعايير السائدة والتبريرات التي يتبجح بها البعض.
الخطوط الوردية تخبرك أنك ك ستواجهين صعوبات كثيرة، لكنها بالوقت نفسه تطمئنك أنك ستنتصرين عليها، لأن
عمل المرأة يسهم في استقرار اسرتك، وإرساء روح التعاون وبث الأمان في قلوب أطفالك.
العمل يمنحك فرصة للتعبير عن قدراتك وشخصيتك وطموحك واشباع حاجتك للنجاح والتقدير.
حصولك على العمل ليس العامل الوحيد في صقل شخصيتك ومنحك القوة والاستقلالية والمعرفة
في المنزل عليك ان تراكمي خبراتك ولا تتوقفي عن المحاولة وتذكري ان الأصل أن نقوم بأدوارنا بكامل الأمانة والمعرفة والاتقان.
ولا تنسي أن تظل خطوطك الوردية يانعة نضرة على طاولة صغيرة قبل الباب الخارجي.