مهرجان صفاقس الدولي: إيقاف العرض المسرحي “في سن الخمسين أقولها كما أعنيها” للفنان لطفي العبدلي رغم تفاعل الجماهيرمعه
رغم ما شهده العرض المسرحي “في سن الخمسين أقولها كما أعنيها”، الذي قدمه الفنان الكوميدي، لطفي العبدلي، ليلة الأحد، على ركح المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس، من احتجاج، وانسحاب من قبل عناصر الأمن، ومن تشويش، ومحاولة لإيقافه، في عديد المناسبات، بسبب ما تضمنه نص المسرحية في تقدير البعض من “عبارات غير أخلاقية وإيحاءات جنسية طالت الحكومة ورئيس الجمهورية والمؤسسة الأمنية”، نجح هذا العمل المسرحي في صنع الفرجة ورسم الابتسامة على الجمهور الذي أقبل بكثافة أمس من مختلف الفئات العمرية، وتابع العرض حتى اللحظات الأخيرة قبل إيقافه قسرا.
“في سن الخمسين أقولها كما أعنيها” … هذا العمل الكوميدي المسرحي من نوع “الوان مان شو” أو ما يعرف بالممثل الواحد، طرح من خلاله الفنان لطفي العبدلي كما عهد في عروضه السابقة على غرار ( مايد إين تونيزيا و100 في 100 تابو”، بأسلوب فكاهي ونقدي لاذع عديد مظاهر الواقع التونسي المعيش، من عقلية الشعب التونسي، وتربية الآباء لأبنائهم، وغياب الثقافة الجنسية لدى الناشئة، والعلاقة بين الأزواج، إضافة إلى نقده المشهد السياسي في تونس وغيرها، مستخدما في ذلك عبارات وإيحاءات جنسية.
تلك الألفاظ التي استعملها الفنان، لطفي العبدلي، في مسرحيته، لقيت تفاعلا من عدد كبير من الجمهور الحاضر بكثافة، في مختلف مواقع وتفاصيل العرض، عبر الضحكات والقهقهات المتعالية، واعتبروا أنها “ألفاظ موجودة في المخزون الكامن لدى غالبية الشعب التونسي”، وفق تبرير عدد من الجمهور الحاضر.
وكان العبدلي قال قبل انطلاق العرض مخاطبا جمهوره، إن “الكلام الزايد المدرج ضمن نص مسرحيتي هذه، وأعمالي المسرحية السابقة، يمثل واحد بالمائة (1 %) من القبح اللغوي الدارج لدى عموم التونسيين، رجالا ونساء”، وفق تقديره.
وتكمن المفارقة في عرض “في سن الخمسين أقولها كما أعنيها ” أنه رغم احتوائه على هذه النوعية من المفردات والايحاءات الجنسية غير المستساغة في الأوساط العائلية، إلا أنه عرف اقبالا جماهريا لافتا من مختلف الشرائح العمرية والجنسية، الذين أتوا لمشاهدة العرض، مرفوقين بعائلاتهم، وعدم مغادرتهم مدارج المسرح، “وتشبثهم بمواصلة العرض، ومتابعته حتى النهاية، رغم التشويش الذي شهده العرض من بعض العناصر الأمنية، ومحاولتهم إيقافه في عديد المناسبات.
وأعرب العبدلي، في نهاية السهرة، عند إيقاف العرض، عن احترامه وتقديره للأمنيين الشرفاء، منددا بما يقوم به عدد ضئيل من المنتسبين للأمن، وهم الذين قال انهم حاولوا منعه من إتمام العرض. وقال إن عرض البارحة في صفاقس قد يكون العرض الأخير الذي يقدمه في تونس.
وجدير بالذكر أن بعض العناصر الأمنية منعت ممثلي وسائل الإعلام، والجمهور الحاضر، من تصوير مشاهد التشويش الذي عرفه العرض، واعتداءهم بالعنف اللفظي عليهم.
وتجدر الإشارة، أيضا، إلى أن كل حيثيات العرض المسرحي “في سن الخمسين أقولها كما أعنيها ” للفنان الكوميدي لطفي العبدلي، عاينتها صحفية /وات/، ورصدتها من خلال من تصريحات بعض الجمهور، وذلك في ظل رفض مدير مهرجان صفاقس الدولي ومصادر أمنية الإدلاء باي تصريح في الغرض.
ومن المنتظر أن تصدر الهيئة المديرة لمهرجان صفاقس الدولي المجتمعة الآن على خلفية ما حصل البارحة، بيانا لتوضيح موقفها مما جرى من أحداث.