فيما قتلت 46 صحافيا في ظرف وجيز..إسرائيل تصدر اعترافا مضللا بشأن اغتيال شيرين أبوعاقلة
بعد ما يقرب من أربعة أشهر على الجريمة، خرجت إسرائيل بنتائج “تحقيقها”، الذي يبدو وكأنه “اعتراف” بمسؤولية جيش الاحتلال عن قتل شيرين أبو عاقلة. فقال جيش الاحتلال، الإثنين 5 سبتمبر2022، إن التحقيقات الإسرائيلية في مقتل صحافية قناة الجزيرة خلصت إلى أنه من المحتمل أن يكون جندي إسرائيلي قد أطلق عليها الرصاص دون قصد، لكن لم يتم استهدافها عمداً، بحسب تقرير لرويترز.
وقال بيان الجيش الإسرائيلي، إن القوات التي كانت تنفذ عمليات في جنين تعرضت لنيران كثيفة من جميع الجهات وردت بإطلاق النار، بما في ذلك باتجاه المنطقة التي كانت تقف فيها شيرين على بعد 200 متر من موقع القوات، “لكنها لم تتمكن من تمييز أنها صحفية”.
وأضاف بيان الاحتلال أيضاً: “يوجد احتمال كبير بأن تكون السيدة أبو عاقلة قد أصيبت بطريق الخطأ بنيران جيش الدفاع الإسرائيلي التي أُطلقت باتجاه مسلحين فلسطينيين”.
التحقيق الإسرائيلي، الذي تضمن مقابلات مع جنود من الجيش وتحليلاً لموقع الحادث وكذلك تسجيلات صوتية ومرئية، خلص إلى أنه “من غير الممكن تحديد مصدر إطلاق النار بشكل لا لبس فيه”.
وقال مسؤول عسكري كبير أطلع الصحافيين على نتائج التحقيقات “يمكننا الجزم بنسبة مئة بالمئة أنه لم يطلق أي جندي في جيش الدفاع الإسرائيلي النار عمداً على مراسل أو شخص غير متورط على الأرض”.
نحن أمام وقائع، ففي نهاية المطاف لم تكن شيرين أبو عاقلة أول صحافية تتعرض للاغتيال بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الأرجح لن تكون الأخيرة. وبحسب تقرير للاتحاد الدولي للصحافيين، أصدره يوم 5 يوليوز 2021، قتلت إسرائيل 46 صحافياً وإعلامياً منذ عام 2000 وحتى عام 2021، فيما وصفه بيان الاتحاد بأنه “استهداف ممنهج ومنظم” من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، هدفه التغطية على ما ترتكبه تلك القوات من جرائم بحق الفلسطينيين. وخلال حرب غزة فقط، التي استمرت 11 يوماً في مايو 2021، قتلت إسرائيل 16 صحافياً.
نتيجة التحقيق الإسرائيلي لم تجد آذاناً مصغية إلا في البيت الأبيض بطبيعة الحال، إذ قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، لرويترز “هذا التقرير محاولة إسرائيلية جديدة للتهرب من مسؤولية قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة”.
وأضاف “كل الدلائل والوقائع والتحقيقات التي أجريت تثبت أن إسرائيل هي الجاني، وهي من قتلت شيرين، وعليها أن تتحمل مسؤولية جريمتها”.
أما عائلة أبو عاقلة فقد قالت: “ما زلنا متألمين ومحبطين وخائبين بعمق” من البيان الإسرائيلي، الذي قالت إنه حاول “التعتيم على الحقيقة وتجنب المسؤولية عن مقتل شيرين أبو عاقلة”.
أما وليد العمري، مدير مكتب الجزيرة في القدس، فقال لرويترز إن نتائج التحقيق الإسرائيلي بشأن الحادث ما هي إلا محاولة لتجنب إجراء تحقيق جنائي مستقل.