انقلاب بوركينا فاسو: توتر في البلاد وإطلاق غاز مسيل للدموع من السفارة الفرنسية لتفريق متظاهرين
تشهد بوركينا فاسو توترا ميدانيا، عقب استيلاء عسكريين على السلطة في البلاد مساء الجمعة، في انقلاب هو الثاني خلال ثمانية أشهر. وأُطلق غاز مسيل للدموع الأحد من داخل السفارة الفرنسية في واغادوغو لتفريق متظاهرين مؤيدين للانقلابي إبراهيم تراوري الذي نصب نفسه رئيسا جديدا للمجلس العسكري.
واغادوغو (رويترز) أُطلق غاز مسيل للدموع، الأحد، من داخل السفارة الفرنسية في واغادوغو، لتفريق متظاهرين مؤيدين للانقلابي إبراهيم تراوري، الذي نصب نفسه رئيسا جديدا للمجلس العسكري، في خضم توتر تشهده البلاد، عقب استيلاء عسكريين على السلطة.
وتجمع عشرات المتظاهرين أمام السفارة الفرنسية، وأضرموا النار في حواجز حماية، ورشقوا الحجارة داخل المبنى، الذي كان الجنود الفرنسيون على سطحه عندما أطلق الغاز المسيل للدموع.
والسبت، اندلع حريق في السفارة الفرنسية وسُمع دوي إطلاق نار في أنحاء العاصمة، في الوقت الذي اتهم فيه إبراهيم تراوري، الذي أعلن نفسه زعيما للبلاد، الرئيس بول هنري داميبا بشن هجوم مضاد بعد الإطاحة به قبل يوم.
وفي وقت سابق قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس تدين بشدة العنف الذي تعرضت له سفارتها في بوركينا فاسو.
وحثت فرنسا مواطنيها في البلاد على البقاء في منازلهم حتى إشعار آخر، قائلة إن الأولوية لسلامتهم. كما حثت كل الأطراف المعنية على حماية ممتلكاتها الدبلوماسية.
وتشير المواجهة إلى انقسام عميق داخل الجيش، وفصل جديد مثير للقلق في بوركينا فاسو، حيث أدى تفشي التمرد الإسلامي إلى تقويض الثقة في السلطات، وتشريد ما يقرب من مليوني شخص.
وفي بيان نشره على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على فيس بوك قال داميبا: “أدعو الكابتن تراوري ورفاقه للعودة إلى رشدهم لتجنب نشوب حرب بين الأشقاء لا تحتاجها بوركينا فاسو”.
وأصبحت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، والمحمية الفرنسية السابقة، بؤرة لأعمال عنف نفذتها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية” بدأت في مالي المجاورة عام 2012 وامتدت إلى دول أخرى جنوب الصحراء الكبرى.
من جهته دعا رئيس أركان جيش بوركينا فاسو الفصائل المتناحرة إلى وقف الأعمال القتالية، ومواصلة المحادثات. وأضاف أن الوضع “أزمة داخلية داخل القوات المسلحة الوطنية”.
شجب دولي
على المستوى الدولي، شجبت وزارة الخارجية الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة الاضطرابات.
وقال المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريس في بيان: “إنه يدين بشدة اي محاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح ويدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف والسعي إلى الحوار”. وظهرت القوات الموالية لتراوري على التلفزيون الحكومي وقالت إن داميبا لجأ إلى قاعدة للجيش الفرنسي ينظم منها الهجوم المضاد.
وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا قالت فيه إن القاعدة لم تستضف قط داميبا الذي استولى على السلطة في انقلاب في 24 يناير. ونفى داميبا أيضا أنه كان في القاعدة قائلا إن هذه التقارير تلاعب متعمد بالرأي العام.
ولكن مئات المؤيدين لاستيلاء تراوري على السلطة نظموا احتجاجا أمام السفارة الفرنسية السبت. وتجمع أيضا متظاهرون مناهضون لفرنسا ورشقوا المركز الثقافي الفرنسي في بلدة بوبو ديولاسو الجنوبية بالحجارة.
وشب حريق في ساعة مبكرة من مساء السبت في السفارة الفرنسية كما سُمع دوي عدة أعيرة نارية.