هكذا تدبر أحزاب الفدرالية مؤتمر ’’السيديتي‘‘
ينعقد في غضون أسابيع، المؤتمر الوطني السادس للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، محطة تنظيمية يطرح على عاتقها تجديد الجواب على تحديات كبرى أهمها إعادة الاعتبار للعمل النقابي وانفتاحه على شرائح عمالية جديدة أنتجتها تغيرات السوق الاقتصادي، وانحباس الحوار الاجتماعي، فضلا عن تجديد النخب وتشبيبها في احترام للنوع الاجتماعي.
وبالموازاة مع عمل الجهاز التنفيذي للكنفدرالية على إنجاح مؤتمرهم الوطني، المزمع تنظيمه أيام 23/24/25 نونبر القادم، عملت أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي، التي ينتمي إليها أغلب المنتسبين إلى الكنفدرالية، على تنظيم محطات تواصلية للنقاش والتداول حول السؤال النقابي، حيث عقد حزب المؤتمر الوطني الاتحادي مجلسه الوطني نهاية الأسبوع الماضي، تضمن جدول أعماله مؤتمر ’’السيديتي‘‘، نفس الأمر بالنسبة لحزب الطليعة الديمقراطي، الذي نظم يوما دراسيا خاصا بالعمل النقابي بداية أكتوبر، فيما اختار حزب الاشراكي الموحد التداول في الموضوع بشكل عادي داخل اجتماعاته العادية.
وفي تصريح للأمناء العامين للأحزاب الثلاثة، لجريدة ’’دابا بريس‘‘ الالكترونية، أكدوا جميعا على أهمية المؤتمر الوطني للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، وتحصينها، والحفاظ على وحدتها كإطار يضم مختلف الحساسيات السياسية، وعلى رأسها اليسارية، ما من شأنه أن يدعم ويسرع انذماج أحزاب الفدرالية.
وفي هذا الصدد، اعتبرت نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، أن المؤتمر القادم للكنفدرالية، محطة أساسية للتقييم ولنقاش مستقبل الفدرالية والنقابة، باعتبارها واجهة للنضال والتغيير المجتمعي، دون تدخل في استقلاليتها وفي القرارات التي تنتج عن هياكلها، مضيفة أنه على رفاقهم في الحزب أن يدافعوا على قيم التقدمية والديمقراطية، وهي القيم التي يجب أن ’’ندافع عنها أينما وجدنا، داخل النقابة أو باقي الإطارات الجماهيرية‘‘
وتابعت منيب قائلة ’’هناك مؤتمرين ينتسبون لأحزاب الفدرالية، وأظن ان الرفاق قادرين على إنجاح مؤتمرهم وتشكيل الأجهزة، والسعي إلى الحفاظ عليها كنقابة ديمقراطية، تسعى الى تقوية نضاليتها لمصلحة للعمال والمأجورين والفلاحين، في وقت يتم فيه ضرب كل الوسائط، ومحاولة ضرب قوتها النضالية‘‘.
وبخصوص تجديد النخب، قالت الأمينة العامة لحزب ’’الشمعة‘‘ إن ’’التشبيب والنوع مطلب داخل كل المؤسسات، بما فيها الاحزاب والنقابات، ويجب أن تفتح الفرصة للشباب ليتحمل مسؤوليته، خاصة بوجود قيادات شبابية في المستوى من حيث الكفاءة والنضالية وتملك ادوات النضال‘‘.
من جهته، قال الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، إن جميع أحزاب الفدرالية ممثلة داخل المكتب التنفيذي للكنفدرالية، مشيرا إلى أن مؤتمر السيديتي لم يطرح ضمن جدول أعمال الهيئة التنفيذية للفدرالية، وإنما نوقش بشكل منفصل داخل كل حزب على حدة.
وأضاف لعزيز، أن مؤتمر الكنفدرالية ينعقد في سياق يتسم بنوع من ضعف العمل النقابي على المستوى الدولي وكذا الوطني، وبالتالي ضعف تأثيره في المجال السياسي، مرجئا هذا الضعف إلى ’’التحولات التي يعرفها عالم الشغل، خاصة بظهور مجموعة من الشرائح الاجتماعية الجديدة: عمال جدد وموظفين جدد‘‘، وبشكل عام يقول لعزيز ’’بروز شغيلة جديدة يصعب تنقيبها، إما لعامل الهشاشة أو تعدد نماذج التشغيل الذاتي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يرجع هذا الضعف، إلى تراجع الدعم السياسي/ الحزبي للإطارات النقابية، بخلاف فترة الخمسينات والستينات، التي كانت فيها النقابات تلقى دعما كبيرا من طرف أحزاب سياسية يسارية وشيوعية والتي كانت قوية‘‘.
وفي هذا السياق، يتابع لعزيز، فـ’’الرهان الأساسي المطروح على الكنفدراليين، هو مناقشة والتفكير في آليات تجديد العمل النقابي، وكيفية التعامل مع هشاشة عالم الشغل واستهداف شرائح جديدة من الشغيلة، ثم وحدة المنظمة بتنوعها، باعتبارها إطار يجمع كل الحساسيات خاصة اليسارية، ثم التفكير في كيفية خلق تناغم بين الحركات الاجتماعية والمنظمات النقابية، والنضالات السياسية اليسارية، والبحث على اليات لوحدة نضالية كل الحركات ذات المصلحة في التغيير الديمقراطي، على اعتبار أن ’’سيديتي‘‘ تنظيم نقابي يحمل منذ تأسيسه شعار التغيير، ليس فقط على مستوى ميدان الشغل، وإنما دائما ربط ما بين العمل السياسي والعمل النقابي، وبالتالي الحفاظ على ربط العامل بقضاياه السياسية كمواطن ومستقبله وربط العمل النقابي بدمقرطة الدولة والمجتمع، قبل أن يخلص الأمين العام للمؤتمر الوطني الاتحادي إلى القول بأنه ’’كلما نجح مناضلونا وتوافقوا وحافظوا على وحدة نقابتهم بمحتلف الحساسيات الممثلة فيها، كلما يسروا عمل فدرالية اليسار ودعموا انذماج أحزابها‘‘.
أما الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ثالث مكونات فدرالية اليسار، فأكد في تصريحه لـ’’دابابريس‘‘ على اختصاص الأجهزة القيادية للكنفدرالية على تحضير مؤتمرها، انسجاما مع مبادئها الأساسية، غير أن هذا لا يمنع من المساهمة والمشاركة في إنجاح هذه المحطة التنظيمية، بشكل غير مباشر، من خلال التواصل والتداول مع أعضاء حزبه المتواجدين بمختلف القطاعات، وفي هذا الصدد، يقول علي بوطوالة ’’عقدنا ندوة حزبية خاصة بالعاملين داخل النقابة، في بداية هذا الشهر، وقمنا بإصدار بيان ندعوا من خلاله إلى التحضير الجيد للمؤتمر والمساهمة في إنجاحه وتحقيق الاهداف المرجوة، سواء بالنسبة لتجديد قيادة النقابة أو تجديد مقراراتها وكذا خلق ديناميكية وإعطاء دفعة جديدة للعمل النقابي، وإرجاع المصداقية له، خاصة بعد الأزمة التي يمر منها العمل النقابي في المغرب، حيث هناك تعطيل مقصود للحوار الاجتماعي، مما ينعكس سلبا على القواعد النقابية، التي تنظر بتخوف على مستقبلها وتشكك في بعض الأحيان في مسار النضال النقابي، نظرا لعدم تحقيق مطالبها النقابية‘‘.
وأضاف بوطوالة، أن الكنفدرالية في مؤتمرها السادس، تواجه تحدي الحفاظ على الأمل في التغيير وجدوائية العمل النقابي، وتفعيل وتحقيق الملفات المطلبية لكل القطاعات المنضوية تحت لوائها، وهو ما تعمل الكنفدرالية جاهدة على تحقيقه.
كما أكد بوطوالة، على ضرورة تجديد وتشبيب القيادات النقابية، لأنه أولا حسب تعبيره ’’تجسيد وتطبيق لأحد مبادئ الكنفدرالية، وكذلك إعطاء دفعة قوية للعمل النقابي، ونتمنى أن يتم تشبيب الكنفدرالية على كافة الاجهزة، وباقي الاتحادات المحلية‘‘، مضيفا ’’ الأجيال المؤسسة، ساهمت وتحملت مسؤوليات جسيمة وقدمت تضحيات كبيرة لا أحد ينكرها، ولكن طبعا، هذا قانون الزمن لابد في مرحلة من المراحل أن يتم تجديد وتشبيب أجهزة جميع المؤسسات، هذا قانون طبيعي‘‘