ابتدع مفهوما جديدا للصحافة يدعو فيه الصحافيين لصياغة الأسئلة بالطريقة التي يراها هو..بَیتَسَةُ الصحافة في المغرب!
قليلة جدا هي الجرائد المغربية التي مازالت تحاول، إلى اليوم، التوفيق بين دورها في الإخبار بشفافية والحفاظ على نموذجها الاقتصادي الهش المرتبط بأموال الاشهار أساسا.
عدا الجرائد المذكورة فوق فإن جل “المؤسسات الإعلامية” في المغرب قد ارتضت لنفسها أدوارا أخرى بعيدا عن الغايات النبيلة للصحافة وأدوارها التقليدية بوصفها محامِِ للمجتمع وسلطة مضادة.
في ظل هذا الوضع أضحت بيئة العمل الصحافي طاردة للصحافيات والصحافيين المهنيين لِیَنبُتَ في عشب الندوات الصحافية، مثلا، فطريات لا تستطيع صياغة سؤال وليس لها إلمام بالمواضيع المطروحة في هذه المناسبات.
ندوات يستكان فيها الى ميكروفون التصريحات الساتر بدل القلم الفضّاح ويستجير فيها حملة الميكروفون بسؤال “أستاذ آش كا تقولو فهادشي؟”..
بعدما أضحى هذا الجو الموصوف فوق سِمَةََ عامة مَدَّ بعضُ العاملين في عدد من الأحزاب أرجلهم على قفا آخر الصحافيين، الذين أرغمتهم الظروف على التطبيع مع هذه الاوضاع، ومن يجاورهم من حملة الميكروفونات في قاعات الندوات الصحافية حيث الإهانة رياضة يمارسها بعض الفارغين على المباشر.
آخر المشاهد كان بطلها مصطفى بيتاس، الوزير المكلف بقراءة البلاغات الصادرة عن اجتماع الحكومة كل خميس، والذي ابتدع مفهوما جديدا للصحافة أُسمیه “البیتسة” يدعو فيه الصحافيين الى صياغة الأسئلة بالطريقة التي يراها هو مجدية. (من أراد معرفة المزيد عن هذا المفهوم ما عليه إلا العودة إلى تسجيلات ندوات بيتاس الأخيرة.)
تعامل حزب التجمع الوطني للأحرار مع عدد كبير من الصحافيات والصحافيين ك “برّاحة” أو “مدّاحة” وعلى الصحافيات والصحافيين المكلفين ب “فريضة الخميس” مقاطعة الندوة القادمة على الأقل انتصارا لما تبقى من كرامتهم وصونا لمهنة وجب أن يكون القلم فيها أخطلا.