أخنوش ترك كل كرات اللهب المحيطة بتدبيره الحكومي..حنان بكور تكتب: أخنوش يؤكد متابعة صحافية عبرت عن رأيها
اختفى عن الأنظار، وشركاته وشركاؤه يواصلون مث دماء الشعب وسرقة قوته، ولا أثر لرئيس الحكومة التاجر المحتكر المضارب الكبير. فلا حول للرجل ولا قدرة له على الخروج إلى الناس والتواصل معهم، كما كان يفعل رؤساء الحكومات السابقة المحترمين، قبل مجيئ التاجر أخنوش وفرضه على الناس فرضا عقب الانتخابات الفضيخة الشهيرة، وذلك لإعادة تربيتهم. وأخيرا أخنوش وجد الوقت والجهد، ليوقع على قرار متابعة صحفية بنفسه ويقدمه للمحكمة، رغم العيوب الشكلية التي طالت مقال الدعوى التي تقدم بها رئس حزب الكفاءات!
صباح اليوم الاثنين، مثلت من جديد أمام هيأة المحكمة الابتدائية في سلا، وذلك للمرة الثامنة، بسبب الشكاية التي رفعها ضدي حزب التجمع الوطني للأحرار، قائد الائتلاف الحكومي الحالي….
في جلسة اليوم، تأكد بالملموس والدليل القاطع أن رئيس الحكومة هو من يقف وراء متابعتي، حيث قدم دفاعه وثيقة “معيبة” تحمل توقيع أخنوش، يفوض من خلالها لشخص آخر حضور جلسات محاكمتي، والتشبث بالشكاية، على الرغم من أن القانون الأساسي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي “قفز” إليه أخنوش سنة 2007، قبل أن يغادره ويعود إليه 2016 رئيسا، ينص في المادة 41 منه المحددة لمهام رئيس الحزب على أن الرئيس يتولى مهمة “تمثيل الحزب لدى المؤسسات الدستورية والسلطات الحكومية والإدارية والقضائية”.
منذ 27 يوليوز 2022، وأنا أخوض رحلة الشتاء والصيف، ذهابا وإيابا إلى المحكمة مرة كل شهر..استيقظ باكرا وأحرص على أن أصل إلى قاعة المحكمة قبل موعد جلستي بحوالي نصف ساعة، أقضيها في تطلع وجوه الناس ومآسيهم، مزيغة النظر بين الفينة والأخرى، صوب آيات قرآنية كبيرة معلقة مباشرة فوق رؤوس القضاة تحتهم على العدل بين الناس.
في جلسة اليوم، قدم دفاع حزب التجمع الوطني للأحرار تفويضا مكتوبا يحمل توقيع رئيس الحزب عزيز أخنوش، بشحمه ولحمه، لشخص آخر من أجل تأكيد الشكاية ضدي، والمطالب المدنية.
يا إلهي.. رئيس الحكومة الذي انقطع حسه منذ شهور فيما أصوات الناس تتعالى احتجاجا على غلاء أسعار المحروقات التي تبيعها إحدى شركاته للمواطنين، وبعدها غلاء أسعار الخضر والمواد الاستهلاكية، مهددة المغاربة بالجوع، هو نفسه رئيس الحكومة الذي وجد وقتا ليناقش ويوقع تفويضا لمتابعة صحافية بسبب ممارستها حقها في التعبير .
لا تقلقوا إنه حي يرزق ويوقع تفويضات “إعادة التربية”، ومن “قلق” لاختفائه فليطمئن… إنه بخير..يتنفس ويفكر ويحرك يده..ويقوم بمهمته الأساسية التي حلم بها…وهي “إعادة التربية”…أكيد هو لا يفهم أن أصوات الناس مرايا لعروق الأرض الحية…هي الحرية…هي الإنسانية.
ومن شدة حرصه على المضمون “تأكيد متابعة صحافية عبرت عن رأيها”، نسي الشكل…ونسي أن وثيقته التي أخطأت رقم الملف، ورقم بطاقة المفوض له، مقدمة لجهاز قضائي، وبالتالي لابد من بذل مجهود بسيط لتضمينها معطيات كاملة وصحيحة.
منذ انطلاق قضية متابعتي، كان البعض يحرص على إيصال رسائل كثيرة من تحت الماء، من ضمنها أن المتابعة وراءها أشخاص ورطوا الحزب في قضية تسيء له، وأن أخنوش بعيد كل البعد عن هذا الموضوع…
اليوم أخنوش يرد على تبريراتكم، وبخط يده، يؤكد لكم ولنا جميعا أنه “الدينامو” الذي يقف وراء محاولة إخراس صوت ينتقد تدبيره السياسي…صوت يمارس حقه الدستوري في حرية الرأي والتعبير التي لأخنوش وصفات مختلفة وعديدة لقمعها وإسكاتها…واحتوائها، لكن السيد رئيس الحكومة عليك أن لا تتعجب من عصفور يهرب وانت تقترب منه وفي يدك طعام له، فالطيور عكس بعض البشر تؤمن بأن الحرية أغلى من الخبز..!..وكذلك بعض ممن يرفضون الالتحاق ب”كورالك”.
أخنوش ترك كل كرات اللهب المحيطة بتدبيره الحكومي، هي بنظره لا تستحق قرارا ولا توقيعا، الأهم هو “الإخراس وإعادة التربية”…ويعيش الجاموس!
قلتها سابقا، وأهمس في أذن الموَّقِع أخنوش: لديك حزبا وسلطة ومالا يمكنك الاستقواء به على من شئت…إلا على صوت عاشق للحرية…صوت مستعد لمواجهتك لوحده لأنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح….فحيث تكون الحرية يكون الوطن.