
ممثل من طينة الكبار فاعل أساسي في زمن زهو مسرح الهواة..رحيل “مايسترو جيل جيلالة”+ فيديوهات صور وشهادات
فقدت الساحة الفنية المغربية، صباح أمس الأربعاء، الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني، عضو الفرقة الموسيقية “جيل جيلالة”، عن عمر ناهز 75 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرص.
الطاهر الأصبهاني من مواليد مراكش عام 1948،هو إضافة للغناء اشتغل في المسرح ومع الطيب الصديقي أواخر الستينات مع أسماء كالعربي باطما، بوجميع، فضلاه أنه يعتبر أحد أعمدة مجموعة جيل جيلالة المغربية، لمولاي الطاهر مميزات خاصة منها صوته القوى وإتقانه الكبير لأداء المقامات الطويلة والأغناني المغربية التراثية مما يمكن معه اعتباره و بامتياز مايسترو جيل جيلالة.
قال عنه العربي رياض الصحافي و مؤلف كتاب ” “لما غنى المغرب”، لقد كانت له مميزات تجعل من الصعب تقليده، فضلا أنه رجلا متعدد المواهب، حيث إنه يعتبر ممثلا كبيرا وله صولات بمسرح الهواة في فرقة ” الشبيبة الحمراء” وفرقة “كوميديا” في مراكش “قبل أن تلتقطه عين المسرحي الطيب الصديقي الذي ألحقه بالمسرح البلدي، حيث شارك في الأعمال الكبيرة للصديقي والتي من ضمنها مسرحية الحراز التي ستجمعه بالعديد من الفنانين ومن بينهم بوجميع والعربي باطما وعمر السيد وبنياز ومحمد مفتاح وحميد الزوغي، ومن هنا ستتوطد علاقته بالمرحوم بوجميع قبل ظهور المجموعات الغنائية بالمغرب”.
قالت عنه الفنانة لطيفة أحرار من خلال صفحتها على الفايسبوك”رحم الله الفنان الكبير مولاي الطاهر الأصبهاني، كان لي شرف اللعب إلى جانبه خلال ظهوري الأول عبر مسلسل “بنت الفشوش”، الله يرحمك عزاءنا أنك ستظل حاضرا بكل فنك وعطائك.
الاصفهاني وجيل جيلالة
تأسست “جيل جيلالة” عام 1972، وتُعدّ واحدةً من أشهر الفرق المغربية، وعُرفت بتطويرها الموسيقى الأندلسية والأغاني الشعبية المغربية في أغنيات تناولت القضايا الاجتماعية والسياسية.
اعتمدت مجموعة جيل جيلالة، التراث المغربي أساسا لمختلف أغانيها، ونذكر هنا “الشمعة” الشهيرة، وغيرها، وكان النمط التراثي مع الإضافات الشبابية حينها التي لم تطمس الأصل بل زادته رونقا وحببته لدى جيل الشباب آنذاك.
يعتبر الاصفهاني مايتسترو المجموعة، و أحد مؤسسيها وأيضا قوة صوته ونقائه وسحر أدائه للأغاني التي ترسخت في الذاكرة الجماعية المغربية ومنها من سافر ليحط الرحال في ذاكرة البلدان العربية التي تعرف جمهورها على المجموعة من خلال سهرات أحيتها وكان التفاعل معها كبيرا.
كتب عنه الصحافي والكاتب لحسن لعسيبي، في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، “وداعا مولاي الطاهر الأصبهاني”، وبدأها بالقول : “طائر نادر يغادر دنيانا اليوم. علامةً من علامات مراكش، تلك المدينة العريقة التي وحدها من تعرف كيف تهب لنا قيما فنية مماثلة. لم يكن مولاي الطاهر الأصبهاني مجرد فنان ضمن واحدة من أشهر وأروع المجموعات الغنائية المغربية (جيل جيلالة)، بل كان معنى مغربيا لجيل كامل من فناني الشعب الصاعدين من تربة البلاد الخصبة المعطاء. لهذا السبب، سيبقى اسمه خالدا في ذاكرة المعنى المغربي، لأنه بصمة فريدة خاصة”.
وتابع لعسيبي قائلا: “مولاي الطاهر الأصبهاني (بَلْدِي)، بالمعنى الأصيل والعميق للكلمة. أي أنه نسخة مغربية أصلية نحتها صلصال المعاني مثلما يصنع ماء جبال الأطلس الصخر الصلد في أودية الحياة. وواهم من سيبحث له عن أشباه أو نظائر قبل وبعد، فهو نسخة واحدة فريدة، تماما مثل نجم يولد من تفاعل عناصر النار في ديمومة الأبد وضمن صراع المجرات”.
مولاي الطاهر الأصبهاني وما أدراك ما مولاي الطاهر ..
كان قال عنه الزميل الصحافي والكاتب العربي رياض، إنه الفنان الذي ” اجتمعت فيه كل المميزات التي يتمناها أي مشتغل في هذا المجال، ممثل من طينة الكبار فاعل أساسي في زمن زهو مسرح الهواة، من خلال أعمال مسرحية جليلة مع فرقة شبيبة الحمراء وكوميديا إلى جانب القامة مولاي عبدالعزيز الطاهري ومحمد الدرهم ولمعلم الزجال الكبير شهرمان، منها مسرحية ” التكعكيعة ” ونكسة أرقام ” والضفادع السوداء وغيرها من الأعمال التي حازت على جوائز في المهرجانات الوطنية لمسرح الهواة في الستينات، وكانت من أولى الفرق التي توظف الغناء في المسرح منها الطرف الأخير من اغنية ” نرجاك أنا ” والتي تقول ” آش بغيت أنا بهاد العالم وهي الأغنية التي تغنت بها الغيوان فيما بعد ، من تلك العمال المسرحية ما كتبه شهرمان وما كتبه مولاي عبدالعزيز وغيرهما.”
وأضاف، سيسافر مولاي الطاهر رفقة جيل جيلالة بالجمهور المغربي إلى عوالم التراث المغربي وسيلعب دورا كبيرا في تحبيبه للشباب إذ تعد جيلالة هي الفرقة التي انفتحت على معظم تلاوين التراث الوطني ويمكن تشبيه اعمالها ب ” الوبريت المصغرة ..
اقرأ أيضا …
مولاي الطاهر علامة فنية مغربية من الطراز الراقي + (فيديوهات وصور)