رغم منعه ومحاصرته…فيلم محمد بكري “جنين جنين” ينتصر على الاحتلال الإسرائيلي + فيديو
كانت قضت المحكمة المركزية في مدينة الِلد بمنع عرض فيلم “جنين جنين” (2002) للمخرج الفلسطيني محمد بكري، وهو الفيلم الذي ويوثق فيه عملية اجتياح الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين شمال الضفة الغربية عام 2002، خلال ما يعرف بعملية “الجدار الواقي”.
وكان جاء هذا القرار بناء على دعوى قدمها الجندي الإسرائيلي “نيسين مغناجي” الذي ظهر في الفيلم لبضع ثوانٍ، مُتهما بكري بـ”تشويه سمعته وتعريض حياته للخطر”، كما اعتبرت المحكمة الإسرائيلية الفيلم بمثابة تشويه للحقيقية، وذلك لتجاهله وجهة النظر الإسرائيلية، ولخلوّه من أي جهد لمعرفة الحقيقة على حد قولهم.
حدث ذلك، في 2021، وهاهو الفيلم يعود للواجهة ليؤكد على مقولة واحدة داخله ، وهي أنه ينبغي أن ينتهي الاحتلال، وأكد مقولته بأناس كان من المفروض وفق إسرائيل أن تكسرها المجزرة طبقا لحسابات من أمروا بها، لكن الفيلم أظهر ذلك اصلابة وشجاعة أهل جنين ومقاوتهم للحديد والنار التصاقا بالأرض وتمسكا بها.
فيلم “جنين جنين” فيلم توثيقي للأحداث التي وقعت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في أبريل 2002، حيث كانت هذه المجزرة ضمن عملية اجتياح شاملة للاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية، وكانت تهدف من خلالها للقضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة المقاومة للاحتلال، حيث شهدت جنين أشرس المعارك، واستشهد خلالها 50 فلسطينيا ودُمرت عشرات البيوت في المخيم، بينما اعترف الاحتلال بمقتل 23 جنديا من طرفه.
قال عنه الناقد الفني المصري، أسامة الصفار، “قدم بكري وثيقة إدانة للضمير الإنساني كله بسبب الصمت والتواطؤ مع المحتل على كتم الصوت المنادي بالحرية وإزهاق الروح الحرة في المخيم، ليبقى أبريل/نيسان 2002 لحظة يكللها العار في عالم يزعم انتماءه لقيم الحرية وينادي بحقوق الإنسان في كل بقعة على الأرض باستثناء فلسطين”.
وتابع في مقالة، له على ّالجزيرة”، إن “الممثل العالمي والمخرج الفلسطيني محمد بكري لا ينتمي للمعسكر المقاوم بالسلاح، ولا ينادي بأي عمل مسلح ضد الاحتلال، على العكس، فالرجل يكرر دائما انتماءه لأولئك الذين ينادون بالسلام، ويطالب بالارتقاء وصولا إلى الجلاء عن الأراضي الفلسطينية دون حروب”.
واسترسل الصفار، قائلا في المقال ذاته، “طفلة “جنين.. جنين” التي وعدت بالمقاومة أمام الكاميرا هي الآن امرأة ثلاثينية تقاوم، والطفل الذي ولد بينما تنزف قدما أمه نتيجة رصاصتين من بندقية محتل، يقاوم الآن، أما أبناء الذين غطتهم أنقاض بيوت جنين 2002 فهم يواجهون النار بالروح نفسها في جنين 2023″.