الرئسيةثقافة وفنونفكر .. تنوير

وصلنا عمليا لتهميشه وإعلاء الفقه والإجماع والحديث..أدونيس” تلزمنا ثورة قرائية عميقة وفقا للنص القرآني ذاته”

دعا الشاعر والمفكر السوري، أدونيس إلى إعادة قراءة القرآن بعيون معاصرة بعيدا عن الفقه والإجماع والحديث، وبعيدا عن الشخصنة، وقال: "أنا أزداد ثقة أن العرب لا يقرأون بالمعنى العميق للكلمة، لا يقرأون النصوص وإنما يقرأون الأشخاص.. ولو كان العرب يقرأون النصوص في ذاتها لما كانوا يمارسون هذا الفهم الشائع للنص القرآني.. حتى النص القرآني أنا أزعم أن المسلمين لا يقرأونه كما ينبغي لأن النص القرآني يتيح الحرية للمسلم، إذا كان الله يخاطب نبيه قائلا: إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، لست عليهم بمسيطر، ما ننسخ من آية نأتي بمثلها أو بأحسن منها، فإذا كان الله عنده حسن وأحسن فكيف لا يكون عند الإنسان حسن وأحسن، وإذا كان الله يغير الآيات وفقا لتطور الحالة الاجتماعية والاقتصادية وينسخ آية ويأتي بآية غيرها فكيف لا يغير المسلمون عقولهم ونظرياتهم وآراءهم استنادا إلى التجربة الحية التي يعيشونها.. وبهذا المعنى نحن لا نقرأ النص القرآني كما ينبغي، وإنما نقرأ الفقه ونقرأ الحديث والإجماع وهذا كله لا قيمة له إزاء النص القرآني".

في السياق ذاته، اعتبر أدونيس، أننا: “وصلنا عمليا إلى تهميش النص القرآني والإلحاح على ما لا قيمة له، على الفقه والإجماع والحديث.. أعظم عمل يقوم به المسلم هو العودة إلى النص القرآني الذي يتفق حوله الجميع ويتخلى عن الإجماع والحديث والفقه.. تلزمنا ثورة قرائية عميقة وفقا للنص القرآني ذاته”.

جاء ذلك،  خلال استضافته من طرف مهرجان “تويزا” الثقافي الذي أنهى فعاليات دورته 17 الاسبوع الماضي،  تحت شعار “في الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل”، في ندوة أدارها الكاتب والروائي المغربي نجيب العوفي، حيث  تناولت مسيرة أدونيس الشاعر ورأيه في عدد من القضايا المعاصرة.

واعتبر أدونيس، في الندوة ذاتها،أثناء تشخيصه للوضع اللبناني، بأن بيروت حاليا تعيش في مناخ نفسي وفكري واجتماعي واقتصادي “قلما رأينا مثله في التاريخ.. شعب بكامله تُسرق مدّخراته من قبل حكام لبنان.. شعب بكامله يُسرق لا أعرف كيف أتحدث عن هذا..  مع ذلك نجد أن هناك وعيا ثقافيا لا مثيل له اليوم، مما يجعلني أتساءل، ما علاقة الثقافة  بالسياسة؟ وما علاقة الثقافة بالاقتصاد؟ اللقاء الثقافي سلبا أو إيجابا الخلاف جزء جوهري من اللقاء”.

واضاف أدونيس،  أن “الأزمة في بيروت تعيد النظر جذريا في قضايا كثيرة في مفهوم العروبة والوحدة العربية وفي مفهوم الذات والآخر والعلاقة بينهما.. يعني كأن بيروت تبدأ من جديد حياتها.. وكأنها تبدأ من جديد فكرها.. وكأنها تبدأ من جديد الأفق الذي تتحرك فيه”.

وتابع: “الكلام عن بيروت الآن كلام مأساوي ويحرجني كثيرا، وكل ما أستطيع أن أقوله أن ما تحقق بين 1950 و1980 لا نجد له مثيلا في أي بلد عربي.. لكن يجب أن أعترف أن هذا كله انهار ولا أعرف كيف سيعود.. لن يعود كما كان هذا بالتأكيد.. لكن لا نعرف الأفق الذي يتحرك فيه.. وهذه ظاهرة أيضا كأنها تتويج لقرن كامل”.

وأشار الشاعر والمفكر السوري أثناء خديثه، أن “هذا القرن هو قرن التحولات الكبرى على جميع المستويات”، مستثنا العالم العربي بطرحه سؤالا استنكاريا، “كيف أن العالم كله انتقل إلى من حسن إلى أحسن إلا العالم العربي ازداد تخلفا وانهيارا”، إن ، يضيف أدونيس: “محمد علي كان أكثر وعيا وانفتاحا وتأصلا من صدام حسين أو حافظ الأسد أو أي نظام عربي آخر”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى