“شخصا غير مرغوب فيه”بسبب استفزازاته..مصادر تؤكد أن الرباط قد تكون طلبت مغادرة مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي
كشفت وسائل إعلام بما فيها عبرية، أن مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، ديفيد غوفرين، غادر المملكة إلى إسرائيل، كما جرى إجلاء طاقم مكتبه، في وقت يشهد فيه المغرب أكبر التظاهرات المناهضة للتطبيع، بل وتذهب التحاليل الى نهاية التطبيع على شاكلة ما حدث منذ عشرين سنة.
وفيما تعمل دبلوماسية إسرائيل لخلق الانطباع بأن الأمر يتعلق بسحب جميع موظفي المكتب بسبب احتقان الأوضاع في العالم العربي، في حين لا تستبعد الكثير من المصادر التي استندت لها تحليلات ووسائل إعلام، أن السلطات المغربية قد تكون هي التي قدرت أن غوفرين شخصا غير مرغوب فيه بسبب تصرفاته، التي اعتبرها أكثر من مصدر “طائشة” ولا تمت للدبلوماسية بشيء، وجاء إجلاء باقي الطاقم لهذا السبب.
وكان قال مدير نشر جريدة العلم الناطقة باسم حزب الاستقلال في افتتاحية كتبها عبد الله البقالي، إن غوفرين قام بتصرف مناف للأعراف الدبلوماسية، بإصداره لبلاغ عسكري فيما يتعلق بالأحداث الدامية الجارية في قطاع غزة.
وأضاف ” اتخذ الضيف الثقيل جدا على قلوبنا وعلى أجسادنا بالرباط، منصة عسكرية لإصدار بلاغات ذات صبغة حربية، تحريضية ضد الشعب الفلسطيني، وهو تجاوز خطير جدا من طرف شخص أجنبي، لا يحق له مخاطبة الرأي العام المغربي مهما كانت طبيعة القضايا موضوع هذه المخاطبة”.
وتابع الضيق الثقيل جدا تصرف كمسؤول عسكري من كيان الاحتلال في فلسطين المغتصبة، وتجرأ وتطاول على الرأي العام المغربي، بما يمكن أن نسميه فعليا شكلا من أشكال الاستفزاز”.
وزاد يقول البقالي” هذا الضيف الثقيل جدا شاء أو أبى، فإن الشعب المغربي مؤيد ومناصر للشعب الفلسطيني ومتضامن معه، بغض النظر عن الوضع الفلسطيني الداخلي، وبغض النظر من الموقف من الفصائل الفلسطينية وما تقوم به من أعمال”.
وقالت الافتتاحية أن الأصل في القضية الفلسطينية هو احتلال غاشم يمثله هذا الضيف الثقيل، يقترف جرائم إبادة حقيقية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة أن آخر من يمكنه الحديث عن الإرهاب هو الاحتلال وأتباعه ومواليه، لأنه يجسد الإرهاب في أبشع صوره وتجلياته.
وأكد البقالي، إنه من واجب السلطات المغربية المعنية أن تنبه هذا الضيف الثقيل المنبوذ شعبيا إلى هذا التصرف الخطير الذي أقدم عليه، من خلال نشر بلاغ عسكري، مما يشكل استفزازا للشعور الوطني العام.
هذا، واكدت افتتاحية “العلم” أن ما قام به رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي هو الوقاحة في أبشع تجلياتها، فبينما تقترق قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة حقيقة ضد المدنيين في غزة المحاصرة، يطل علينا شخص من هذا الاحتلال بسلوك استفزازي وقح جدا.