بثينة المكودي
في العصور القديمة، اعتُقد أن عملية التعلم تتوقف عندما يصل الإنسان إلى سن الكبر، ومع ذلك، أثبتت الأبحاث والتجارب الحديثة أن التعلم يمكن أن يستمر مدى الحياة وأنه يمكن أن يكون أكثر فعالية في سن الكبر، في هذا المقال، سنستكشف أهمية التعلم في سن الكبر ونقدم بعض الأساليب والنصائح لجعل هذه الرحلة أكثر متعة وفاعلية.
فهم أهمية التعلم المستمر
عندما يصل الإنسان سن الكبر، يمكن أن يشعر بأنه قد تخطى مرحلة الدراسة والتعلم، لكن في الواقع يجب عليه فهم أن التعلم المستمر هو أساس للنمو والتطور، ويساعد الإنسان على التكيف مع التحديات الجديدة، وعلى توسيع آفاق معرفته، فسن الكبر فرصة للاستمرار في رحلة التعلم وتطوير الذات، يجب على الأفراد استغلالها والاستفادة من التعلم المستمر، للحفاظ على خلايا الدماغ،وتعزيز نشاطها خاصة تلك المتعلقة بالذاكرة.
أساليب فعّالة للتعلم:
تعتبر القراءة واحدة من أفضل الوسائل لزيادة المعرفة، حيث يمكن للإنسان مهما بلغ سنه، اختيار الكتب التي تهمه والقراءة بانتظام لتوسيع الآفاق، ومن لم يتمكن من قراءة الكتب، فإن الإنترنت قد فتح عالمًا جديدًا من الفرص للتعلم، حيث يمكن للفرد الانضمام إلى دورات عبر الإنترنت، أو تتبع فيديوهات تثقيفية في مواضيع مختلفة مثل اللغات والتاريخ والفنون والعلوم، ووفق جدول زمني أكثر مرونة يساعد على تنظيم البرنامج اليومي، ودون عناء التنقل من أجل تحقيق أهداف التعلمية.
وللمشاركة والانخراط في الأنشطة الاجتماعية، مثل الأندية أو الجمعيات، دور جد فعال في التعلم ، حيث يمكن للفرد مشاركة المعرفة مع الآخرين واكتساب مهارات جديدة منهم.
ومن أجل الالتزام بعملية التعلم في سن الكبر، علينا البحث عن مصدر تحفيز دائم، يمكن أن يكون من خلال تحديد أهداف التعلم ومتابعتها، ومشاركتها مع الأصدقاء أو العائلة، كما يمكن أن يكون عن طريق البحث عن أنشطة تعليمية تعكس المصلحة الشخصية للإنسان، مثل تعلم لغة أجنبية قصد السفر.
تبقى المحفزات كثيرة ومتنوعة ، فقط على الانسان استعاب أهمية التعلم للمضي قدما، وتجاوز كل الأعذار، فالحياة كلها تجارب، والعلم والتعلم لا سن لهما.